Loader
منذ سنتين

أحب أن أكون أحب العِباد إلى الله، فكيف يكون ذلك؟


  • فتاوى
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9926) من المرسلة ع.ح.أ، تقول: أحب أن أكون أحب العِباد إلى الله، وأحب العباد لله، فكيف يكون ذلك؟

الجواب:

        الله –جل وعلا - طيب لا يقبل إلا طيباً، وجعل الجنة طيبة وجعلها للطيبين، وجعل النار خبيثةً وجعلها للخبيثين.

        والوسيلة التي بين العباد وبين الله -جلّ وعلا- هذه الوسيلة أرسل الله بها الرسل، وأنزل بها الكتب، وآخر الرسل محمد ﷺ، وآخر الكتب هو القرآن.

        وإذا نظرنا إلى ما قصّ الله علينا في القرآن وجدنا أن من آمن بالرسل وعمل بما في الكتب أن الله -سبحانه وتعالى- قبل منه هذا العمل، وصرف عنه العقوبات التي نزلت على من سلك الطريق الآخر؛ أما من لم يؤمن بالرسل وبما جاء في الكتب وهو سبب السعادة، فإن الله -سبحانه وتعالى- انتقم منه؛ ولهذا نجد أن الله أغرق قوم نوح، ونجد أن الله أرسل على قوم عادٍ ريحاً: {صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)}[1]. ونجد أن الله أرسل صيحة على قوم صالحٍ فقطّعت أفئدتهم في أمكنتها. وإذا نظرنا إلى قوم لوط وجدنا أن الله -جل وعلا- قلب قريتهم عليهم كما قال: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}[2]، وكثير في القرآن.

        فإذا عرفنا ما سبق تبين لنا أن الوسيلة التي تقرب العبد إلى الله هي الوسيلة التي شرعها، شرع أموراً وأمرنا بفعلها، ونهى عن أمورٍ وحرم علينا أن نفعلها، فإذا سلكنا باب الأوامر من جهة الامتثال وباب النواهي من جهة الترك فبقدر ما يكون هذا السلوك من قوةٍ أو توسطٍ أو ضعفٍ يكون قرب العبد وبعده عن الله -جل وعلا-؛ ولهذا جاء في الحديث القدسي: « وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به... » إلى آخر الحديث القدسي، وعلى هذا الأساس فالوسائل التي تجعل الله يحب العبد هي طاعته بامتثال أوامره وباجتناب نواهيه. وبالله التوفيق.



[1] من الآيتين (6-7) من سورة الحاقة.

[2] الآيتان (82- 83) من سورة هود.