Loader
منذ سنتين

أصلي وأصوم وأستغفر، وفي نفس الوقت أعصي وأنقطع عن الطاعة فترة، ثم أتوب، ما التوجيه؟


الفتوى رقم (11946) من مرسل من ثانوية الزلفي يقول: أصلي وأصوم وأستغفر، وفي نفس الوقت أعصي وأنقطع عن الطاعة فترة، ثم أتوب، فحالي متردد بين هذين الأمرين. أتمنى منكم التوجيه حيال وضعي وما السبل التي أسلكها للاستمرار على الطاعة؟

الجواب:

يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[1]، ويقول ﷺ: « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بُعداً ».

فالشخص عندما يقترف ذنبًا ويتوب منه يتوب توبة صادقة، ويندم على فعله، ويُقلع؛ وكذلك يتعاهد بأنه لا يعود إلى هذا الذنب.

أما إذا كان يتوب ويعود ويصلي ويترك فهذا كله من تلاعب الشيطان به؛ لأن الشخص في سلوكه في هذه الحياة إما أن يكون وليًا من أولياء الله، وإما أن يكون وليًا من أولياء الشيطان ولا ثالث لهما. والله -تعالى- يقول: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ}[2]، فلابد أن يفكر الشخص في سلوكه وفي حياته، هل هذا السلوك الذي يسلكه يجعله من أولياء الله؟ أم أن هذا السلوك الذي يسلكه يجعله من أولياء الشيطان؟ وإذا أراد أن يعرف ذلك فإذا كان سلوكه فيه امتثال للأوامر واجتناب النواهي فهذا من أولياء الله، وإذا كان سلوكه بترك الأوامر وفعل الأمور المحرمة فهذا من أولياء الشيطان.

وعلى الإنسان أن يسعى لإنقاذ نفسه مادام في زمن الإمكان؛ لأن الرسول ﷺ قال: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له، وصدقة جارية »، فقد وقف رسول الله ﷺ على قبر وعنده بعض الصحابة فقال لهم: « ما تظنون ما يتمناه صاحب هذا القبر؟ »، فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال: « يتمنى أن يرُد إلى الدنيا فيصلي ركعتين خفيفتين مما تستقلونهما »، والرسول ﷺ قال: « اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وحياتك قبل موتك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك » فهذه أمور لابد أن يتنبه لها الإنسان وأن يتعاهد نفسه مادام في زمن الإمكان. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (45) من سورة العنكبوت.

[2] من الآية (257) من سورة البقرة.