حكم سفر من منعه والداه؛ لأنه فقير الحال
- فتاوى
- 2021-12-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3762) من المرسل السابق، يقول: سافرت من بلدي لكسب العيش؛ لكن والديّ لم يسمحا لي بالسفر، فسافرت لأنني فقير الحال، فهل أنا آثمٌ أم لا؟
الجواب:
العلاقة التي تكون بين الأم والأب وبين الابن، ينبغي أن تكون وُفق القواعد الشرعية، فلا ينبغي للأب أن يشقّ على ولده، وكذلك لا ينبغي للأم أن تشقّ على ولدها، وكذلك الابن لا ينبغي أن يتساهل في شيءٍ من حقوق الأب، أو من حقوق الأم. والسائل يقول: إنه فقيرٌ، وإنه سافر من أجل طلب الرزق، ولم يذكر المبرر الذي يُبنى عليه بقاؤه عند والديه. وسفره لطلب الرزق يعتبر من الأمور المشروعة، والله -تعالى- يقول: "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ"[1]، "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ"[2]، فلا شك أن طلب الرزق من الأمور المشروعة، ومن تيسّر رزقه في بلده فهذا خير، ومن سافر من أجل طلب الرزق فقد أتى أمراً مشروعاً، وليس من حق الأب والأم أن يمنعاه عن السفر، إذا كان يريد طلب الرزق وهو فقير. إذا كانت الأم غنية، أو كان الأب غنياً، فإنهم يعطون ولدهم ما يستغني به عن السفر لطب الرزق. أما إذا كانا فقيرين، أو كانا يمنعان ما عندهما من المال، ويريدان أن يمنعاه عن السفر لطب الرزق، فهذا من العنت والمشقة منهما عليه. وبالله التوفيق.