حكم من بدأ الصلاة رياء ثم استغفر ربه
- الصلاة
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5845) من المرسل ص. ع. م من ليبيا، يقول: أحياناً أدخل في الصلاة في المسجد وخاصة صلاة النافلة رياءً. أود أن ينظر الناس إلى صلاتي ولكنني إذ ذاك أغيّر نيتي بسرعة بأن أقول في سري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فهل يصح ذلك؟
الجواب:
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وله مراحل مع ابن آدم، وهذه المرحلة هي من المراحل، فالمرحلة الأولى للشيطان مع ابن آدم منعه من هذا الدِّين، أو إخراجه منه إخراجاً كلياً بالكفر الأكبر، أو بالشرك الأكبر، أو النفاق الأكبر، فإذا عجز عن ذلك فإنه يدخل معه في الشرك الأصغر ومن ذلك الرياء، ومن الرياء أن يزيّن الرجل صلاته من أجل أن يحمده الناس على هذه الصلاة. والله -جلّ وعلا- يقول في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ». وإذا عجز عن الشرك الأصغر انتقل إلى إيقاعه في كبائر الذنوب من الزنا وشرب الخمر وغير ذلك من كبائر الذنوب، وإذا عجز عن ذلك حمله على الإصرار على صغائر الذنوب. وإذا عجز عن ذلك أوقعه في المتشابهات فلا يكون عنده ورع. وإذا عجز عن ذلك أوقعه في مخالفة قول الرسول ﷺ « ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس »[1]، فلا يكون عنده زهد.
هذه مراحل يسلكها الشيطان مع ابن آدم. والله -جلّ وعلا- يقول: "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ"[2].
فعلى الإنسان أن يكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم إذا وقع في أمر من الأمور، وعليه -أيضاً- إذا أحس من نفسه بوقوع مخالفةٍ من المخالفات الرجوع إلى الله -جلّ وعلا- فإن الله -تعالى- يقول: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[3].
وعلى هذا السائل أن يكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل دخوله في الصلاة؛ وكذلك إذا أحس بشيءٍ من ذلك في أثناء صلاته فإن هذا من نزغات الشيطان. وبالله التوفيق.