Loader
منذ سنتين

حكم لعن الزوجة المستمر لبيت زوجها وتلعن الأولاد وتستغفر في سرها ولا تبيّنه لزوجها لإغاظته


الفتوى رقم (10958) من المرسل أ. أ، يقول: لعن الزوجة المستمر لبيت زوجها الذي هو فيه، وتلعن الأولاد والخدمة. وإذا قيل لها: استغفري الله، تستغفر في سرها ولا تبيّنه لزوجها من باب الإغاظة. وتقول له: لا أريد أن أستغفر، فما توجيهكم؟

الجواب:

        كثير من الرجال يسألون عن الإساءة التي تحصل من النساء في البيت؛ ولكنهم لا يسألون عن الإساءة التي تحصل منهم هم على الزوجة.

        والمفروض أن المرأة عندما تسأل تذكر الحقيقة عن وضعها ووضع زوجها معها، وإذا كان السائل هو الزوج يسأل عما يقع منه هو؛ وكذلك ما يقع من زوجته عليه.

        والمفروض هو أن التعامل الذي يكون بين الزوجين يكون حسب التعامل الشرعي، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[1]، ويقول: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[2]. فالمرأة لها حقوق على زوجها وعليها حقوق. والرجل له حقوق على زوجته وعليه حقوق، فلا بدّ أن يؤدي الحق الذي عليه ويأخذ الحق الذي له. وإذا حصل تسامح بينهما من جهة الحق الذي لكلّ واحد منهما على الآخر فهذا راجع إليهما.

        أما أن يكون البيت محلاً لكلّ واحد من الزوجين يؤذي الآخر بأقواله أو أفعاله؛ فهذا كما أن فيه إثماً، فإنه ينعكس على الأبناء وينعكس على البنات؛ بمعنى: إنه يؤثر على سلوكهم في البيت، ويؤثر على سلوكهم في المجتمع، ويؤثر على سلوكهم في المدارس التي يدرسون فيها، وقد ينقلون ما يقع بين الأب والأم من الكلام لمن في الخارج: للمدرسة، أو زملائه، أو أي أحد، فرحم الله زوجاً أحسن إلى زوجته، ورحم الله زوجة أحسنت إلى زوجها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (228) من سورة البقرة.

[2] من الآية (19) من سورة النساء.