الفتوى رقم (2013) من المرسل السابق، يقول: إذا أتيت للصلاة فوجدت الصفوف مكتملة، فهل أسحب أحد المصلين ليصلي معي، أو أقف وحدي وأصلي خلف الصف أو أنتظر حتى يأتي قادم حتى ولو فاتتني الصلاة؟

الجواب:

 أنك تحاول الدخول مع الإمام، تصطف عن يمين الإمام، أو تبحث لك عن مكانٍ في الصف، أو أنك تكبر وبعد التكبير لا مانع من جذب واحدٍ من الصف، لكن لا تجذبه إلا بعد التكبير، ولو فرضنا أنه تعذر عليك ذلك ، وصليت خلف الصفّ منفرداً ، فإن صلاتك صحيحة.

 وما جاء من الأدلة الدالة على أنه لا صلاة لمنفردٍ خلف الصفّ ، فهي محمولةٌ على أنه إذا فرّط من ناحية أنه يمكنه أن يدخل في الصف مثلاً ولكنه لم يفعل ذلك، يعني أنه فرط، أما إذا كان عاجزاً فإن أدلة الشريعة الأخرى دالة على أنه يكون معذوراً، ولهذا الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال لأبي بكرة رضي الله عنه: « زادك الله حرصاً، ولا تُعد »؛ لأنه ركع قبل أن يصل إلى الصف، فيدل ذلك على أن صلاة المنفرد عند العجز عن وجود مكانٍ في الصفّ، أنه يكون معذوراً.

 وهذا له نظائر منها:

أن الإنسان إذا كان عاجزاً عن القيام ، فإنه يصلي جالساً، وإذا كان عاجزاً عن الجلوس ، فإنه يصلي على جنبه، وإذا كان عاجزاً عن وجود السترة، فإنه يصلي على حاله، وإذا كان عاجزاً عن معرفة القبلة ، فإنه يصلي على حاله.

 فالمقصود أنه عند العجز داخل في عموم قاعدة: المشقة تجلب التيسير، وبالله التوفيق.