طريقة الدعوة إلى الله بالنسبة للمرأة المسلمة
- فتاوى
- 2021-12-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7693) من المرسلة ف.ع.ش. من جازان، تقول: أرجو من فضيلتكم توضيح كيفية الدعوة إلى الله بالنسبة للمرأة المسلمة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
يقول الله -جل وعلا-: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[1] هذه الآية فيها بيان أن الشخص الذي يريد أن يقوم بأمرٍ شرعي؛ سواءٌ كان من جهة الحسبة، أو من جهة الدعوة، أو من جهة القضاء، أو من جهة الإفتاء لا بدّ أن يكون مؤهلاً تأهيلاً علمياً كاملاً بالشيء الذي يريد أن يدخل فيه؛ هذا من جهة العلم.
ومن جهة العمل يقول الله -جل وعلا-: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[2]، فالداعية لا بدّ أن يكون عاملاً، ولا فرق في ذلك بين من يشتغل بالدعوة أو يشتغل بالحسبة، يكون مطبقاً للناحية العلمية، فيكون ممتثلاً بنفسه أولاً، ثم بعد ذلك يدعو الناس إلى الخير، فيكون قد تزود بالعلم وتزود بالعمل، وتكون نيته صادقة فيما بينه وبين الله -جل وعلا-؛ بمعنى: إنه يريد بعمله هذا ثواب الله -جل وعلا-.
ومن جهة المنهج، يقول الله -جل وعلا-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[3]، فذكر الله -جل وعلا- ثلاثة أمور: الأمر الأول: الحكمة. الأمر الثاني: الموعظة. الأمر الثالث: المجادلة بالتي هي أحسن؛ لأن الناس يختلفون، فمنهم من تنفع معه الحكمة فقط، ومنهم من تنفع معه الموعظة، ومنهم من لا تنفع معه حكمةٌ ولا موعظةٌ؛ ولكن ينفع معه مجادلة بالتي هي أحسن.
فإذا توفرت هذه الأمور عند الشخص -سواءٌ كان ذكراً أو كان أنثى- فإنه يشتغل بالدعوة.
والدعوة تكون كما سبق لنفسه أولاً ولأقرب الناس إليه: يدعو أمه، يدعو أباه، يدعو أخاه أو أخته. والمرأة تدعو زوجها، والزوج يدعو زوجته وهكذا، وكذلك الجيران وكذلك الأقارب. وإذا توسع الإنسان في الدعوة بحسب حاله فتكون في المكاتب، فالمدير بإمكانه أن يستخدم الدعوة لموظفيه، والموظف بإمكانه أن يستخدم الدعوة مع زملائه ومع رئيسه بالطريقة التي يرى أنها جالبةٌ للمصلحة ودارئة للمفسدة، وهكذا المعلم مع تلاميذه، والتلميذ إذا رأى أن معلمه في حاجةٍ إلى الدعوة فإنه يستخدم ذلك؛ وهكذا بالنظر إلى إلقاء المحاضرات على العموم، وهكذا بالنظر إلى إمام المسجد بإمكانه أن يستعمل الدعوة لجماعته، وهكذا خطيب الجمعة، وهكذا في وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة؛ ولكن لا بدّ من توفر الأمور التي ذكرتها سابقاً. وبالله التوفيق.