Loader
منذ سنتين

هل يلزم الاستنجاء لخروج الريح


الفتوى رقم (468) من المرسل ع.ع.م، مصري يعمل بالقصيم، يقول: إذا انتقض الوضوء بسبب خروج الريح هل لا بدّ من الاستنجاء؟ أو يكفي الوضوء في الأعضاء الخارجية؟

الجواب:

هذا السؤال يذّكر ببعض الأشياء التي يعتقدها بعض العامة، واعتقادهم ليس صحيحاً، فهذه الصورة لا توجب الاستنجاء؛ لأن الاستنجاء مشروع إذا خرج خارج من بول أو غائط، أو حصل تلوث في المحل بسبب خروج دم وما إلى ذلك؛ لكن خروج الريح ليس له أثر على المحل.

ومن الأمور التي يعتقدها العامة: أن الاستنجاء فرض من فروض الوضوء، والحقيقة أن الاستنجاء متعلق بالخارج.

ومن الأمور التي يعتقدها العامة: أن الشخص إذا استجمر فإن الاستجمار لا يجزئه؛ بل لا بدّ أن يستنجي بالماء، وهذا -أيضاً- ليس صحيحاً، فإن الشخص إذا نظّف المحل بطريق الاستنجاء أو بطريق الاستجمار فإن هذا لا شيء فيه، وإذا جمع بينهما أزاله بطريق الاستجمار أولاً، ثم بالاستنجاء ثانياً؛ فهذا يكون أكمل في النظافة، ولكن لو استجمر وتوضأ ولم يغسل المحل؛ بل اكتفى بالاستجمار وتوضأ وصلى؛ فصلاته صحيحة.

وهذه الجزئية فرع من فروع قاعدة: العسر وعموم البلوى؛ لأنه لا يمكن أن كلّ شخص ينقل معه ماء بصفة دائمة حتى إذا احتاج إلى الاستنجاء يكون معه الماء، ومن أجل هذا جاءت الرخصة؛ لأن الله قال: "مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ"[1]، فوسّع للناس في أمور كثيرة من الشريعة من أجل دفع المشقة عنهم، ومنها هذه المسألة فقد بيّنها النبي . وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة المائدة.