معنى إحصاء أسماء الله الحسنى
- توحيد الأسماء والصفات
- 2021-09-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1710) من المرسل السابق، يقول: سمعت حديثاً مرفوعاً إلى رسول الله ﷺ يقول: « إن لله تسعةً وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة »[1]،كيف يكون إحصاؤها؟
الجواب:
كلّ اسمٍ من أسماء الله -جلّ وعلا- له مدلوله، والإحصاء يكون بطريقتين:
الطريقة الأولى: الإحصاء من ناحية الحفظ؛ كونه يضبطها.
والطريقة الثانية: إحصاؤها من جهة العمل بمدلولها مما كان واجباً على الإنسان في أمور دينه في كلّ موقفٍ وفي كلّ مقامٍ بحسبه، والشخص قد يحصيها من ناحية اللفظ، ويحصيها -أيضاً- من ناحية العمل حسب الاستطاعة وحسب ما كُلّف به، وقد يُحصيها من ناحية اللفظ؛ ولكن تكون أعماله مخالفة، وحينئذٍ لا يكون إحصاؤها من ناحية اللفظ مثمراً.
وعلى كلّ حال فعلى الشخص أن يتقيّد بأوامر الله فعلاً وبنواهيه تركاً، وإذا أمر الله بأمر وكان هذا الأمر موجّهاً إلى هذا الشخص؛ يعني: كان هذا الشخص داخلاً في جملة من وجّه إليهم هذا الأمر؛ كالأمر بالصلاة، والأمر بالزكاة إذا كان عنده مال، والأمر بالحج إذا كان مستطيعاً توفرت فيه الشروط؛ وهكذا في سائر الأوامر. وفي النواهي؛ كالنهي عن الزنا، وشرب الخمر، وسائر المحرمات؛ فيقف عند الأوامر من جهة فعلها يفعلها، ويقف عند النواهي من جهة تركها فيتركها؛ أما كونه يتقيّد بهذه الأسماء يحفظها؛ فيه أشخاص يحفظونها ويرددونها في أول النهار وفي آخر النهار، ويعتبرون أن هذا سببٌ في دخول الجنة؛ ولكنهم لا يصلّون، ولا يصومون، ولا يحجون؛ ويظنون أن الإتيان بهذه الأسماء كافٍ لدخول الجنة، وهذا الفهم ليس بصحيحٍ. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار (3/198)، رقم(2736)، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها(4/2063)، رقم(2677).