Loader
منذ سنتين

حكم ترك الحج بسبب الدين


الفتوى رقم (4423) من المرسل السابق، يقول: البعض من الناس القادرين على الحج يقولون: نحن نريد الحج، ولكن علينا ديون علمًا بأنه لم يؤدِ حجة الإسلام، وهو مستطيع وقادر ولكن يتعذر بالدين هل يمنعه الدين من أداء فريضة الحج؟ وثانيًا: إذا لم يأذن له أهل الدين هل يحج أم لا؟

 الجواب:

        إذا كان الشخص مدين، وأهل الدين يطالبونه بالدين ويمنعونه عن الحج، فهذا لا يجب عليه الحج؛ لأنه داخل في عموم الأدلة الدالة على عدم الاستطاعة، فالله -جل وعلا- يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[1] فقوله تعالى: مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا هذا قيد للوجوب الذي ذكره قبل ذلك.

        فإذا كان الشخص غير مستطيع، فلا يجب عليه الحج ولكن ينبغي أن يكون الشخص صادقًا فيما بينه وبين الله؛ لأن بعض الناس قد يكون عليه بعض الطلبات للناس ولا يطالبونه، ولو فرض أنه استأذنهم لأذنوا له؛ ولكن يتعلل بهذه الأمور، فتمضي عليه السنوات والدين لم يوفى، وهو لم يحج، وعنده نقود يستطيع الحج بها؛ ولكنه يقول هذه النقود أريد أن أسلمها لأصحاب الديون، فلا يصدق فيما بينه وبين الله من جهة أنه يسلم هذه النقود لأهل لأصحاب الديون، ولا يصدق مع الله من جهة أنه ترك الحج لأنه غير مستطيع على سبيل الحقيقة، فهذا النوع من الناس يجب عليهم أن يحجوا. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (97) من سورة آل عمران.