هل يجوز الوتر فقط بدون شفع أو سنة مسبقة
- الصلاة
- 2021-07-26
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6474) من المرسل السابق يقول: هل يجوز الوتر فقط بدون شفع أو سنة مسبقة؛ أي: بعد صلاة العشاء مباشرةً أو قبل النوم؛ سواءٌ كان في وقتٍ متأخرٍ من الليل، أو في وسط الليل؛ حيث إنني قد فعلت ذلك مراراً بسبب التعب والنعاس دون أن أصلي سنة العشاء الراتبة أو الشفع، فأقوم بصلاة ركعةٍ واحدة، فهل عملي هذا صحيح؟
الجواب:
من وجوه كرم الله -جل وعلا- على خلقه ما دل عليه -قوله تعالى-: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[1]، فالشخص إذا تقرب إلى الله بعملٍ قليلٍ أو كثيرٍ من أمور الطاعات مما لم يوجبه الله عليه، فهذا راجعٌ إلى العبد إن أكثر كثُرت الحسنات، وإن قلّ قلّت الحسنات؛ أما ما أوجبه الله على العبد فهذا له بابٌ آخر. والسائل يسأل عن وتره بركعةٍ واحدة وعلى هذا الأساس الوتر صحيحٌ، ولكنه قصّر من جهة راتبة العشاء؛ فإن الله -جل وعلا- إذا جاء يوم القيامة وعرضت صلاة العبد عليه ووجد فيها شيئاً من الخلل يقول
-جل وعلا-: « انظروا هل لعبدي من تطوع » فإذا كان له تطوعٌ من الصلاة فإنه يجبر، فإن هذا التطوع يكون جابراً لما حصل من الخلل في صلاة الفريضة، وهذا -أيضاً- وجهٌ من وجوه كرم الله -جل وعلا- على عبده، وهذا يجري في الخلل في الزكاة مع الصدقة، إذا كان فيه خلل من ناحية الزكاة، وكان يتصدق يُجبر الخلل في الزكاة من هذه الصدقة، وهكذا في الصيام. وعلى العبد أن يحرص -بقدر استطاعته- أن يقدم لله -جل وعلا- ما يمكنه من أفعال الطاعات؛ بالإضافة إلى قيامه بالواجبات، ولا يدخل عليه الشيطان فيتلاعب في عقله ويقترح عليه اقتراحات، ويختلق في قلبه أعمالاً يحمله على مباشرتها، وتكون هذه الأعمال لا فائدة له فيها؛ وإنما تكون مشغلةً له عما فيه فائدة، فإن هذا مدخلٌ من مداخل الشيطان على ابن آدم، وهو أن يعوقه عما فيه مصلحةٌ دينيةٌ له مما يتنفل به العبد يتقرب به العبد إلى الله -جل وعلا-، ويشغله بما يكون فيه إثم، أو بما لا يكون فيه فائدة، فعلى العبد أن يتنبه لذلك. وبالله التوفيق.