Loader
منذ سنتين

نصيحة للقراءة في كتب أمهات الكتب


  • فتاوى
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4117) من المرسلة السابقة، تقول: أرجو نصيحتي كطالبة علم، بكتب إذا قرأتها استغنيت عن غيرها، أقصد أمهات الكتب في التفسير، والفقه، والتوحيد، والتاريخ. بارك الله فيكم.

الجواب:

        العلوم الشرعية والعلوم المساعدة لها، من العلوم ما هو علم غائي، ومن العلوم ما هو وسيلة ومفتاح للعلم، قد يكون مفتاحاً خاصاً، وقد يكون مفتاحاً مشتركاً بين العلوم، فالتوحيد، والتفسير، والفقه، والحديث هذه علوم غائية، وإن كان بعضها راجع إلى بعض من جهة أن القرآن هو أصل العلوم الشرعية، وأن السنة مبينة للقرآن، وأن العقيدة وهو ما يسمى: بالفقه الأكبر، والفقه وهو ما يسمى: بالفقه الأصغر، هذان مستنبطان من القرآن ومن السنة.

        والسنة لها مفتاحها، وهو ما يسمى: بمصطلح الحديث، وفيه أيضاً مفتاح خاص في كل كتاب من كتب السنة، وهو عبارة عن منهج صاحب هذا الكتاب ؛ كمنهج البخاري في صحيحه، ومنهج مسلم في صحيحه، وقد خُدمت هذه الكتب من جهة بيان مناهج أصحابها، سواء ذلك على سبيل الانفراد. أم أن المنهج مدرج في ضمن شرح هذا الكتاب كما هو موجود في مقدمة فتح الباري، وهي هدي الساري، ففيها بيان منهج البخاري في صحيحه، وهكذا سائر كتب الحديث.

        وللتفسير مفتاحه وهو علوم القرآن، علوم القرآن هذه لا بد لمن يريد أن يشتغل في التفسير أن يكون على علم بها. وأيضاً فيه مناهج خاصة للمفسرين ؛ كمنهج ابن جرير في تفسيره ، ومنهج البغوي، وفيه كتب مؤلفة في هذا بينت مناهج كثير من المفسرين.

        وبالنسبة للفقه ففيه مفتاح وهو أصول الفقه، لكن هذا المفتاح مشترك بين السنة من جهة الاستنباط منها، ومن جهة القرآن من ناحية الاستنباط؛ لأن الفقه يستنبط من القرآن والسنة على حسب قواعد الأصول.

        وفيه علم اللغة وهو علم ومفتاح مشترك يحتاج إليه المفسر، ويحتاج إليه المحدث من جهة علم الحديث دراية، وأيضاً يحتاج إليه الفقيه الذي يستنبط من القرآن، ومن السنة يحتاج إلى معرفة علم اللغة من جهة وضعها، وعلم اللغة من جهة استعمالها، وعلم اللغة من جهة دلالتها، فعلم مفردات اللغة من جهة وضعها واستعمالها هذا فيه معاجم اللغة، وهو محتاج إلى ما يطرأ على هذه المفردات من جهة التصريف، ومحتاج إلى معرفة المادة اللغوية من ناحية اشتقاقها، يعني: رد الكلمة إلى أصولها، أو التفريع عن الكلمة، وهذا ما يسمى بفقه اللغة. ويحتاج أيضاً إلى علوم اللغة المتعلقة بتركيز الكلام، وهما علمان؛ علم  النحو، وعلم البلاغة؛ علم المعاني، والبيان، والبديع.       

        فهذه مفاتيح يحتاج إليها المفسر، ويحتاج إليها المحدث، ويحتاج إليها الفقيه، ولا شك أن زيارة المكتبات المنتشرة في المملكة، وبخاصة المكتبات الخيرية ؛ كمكتبة الحرم المكي في مكة، ومكتبة الملك فهد في الرياض، والمكتبة السعودية في الرياض.

        والحكومة وضعت مكتبات كثيرة في المملكة، وخدمتها خدمة جيدة من ناحية توفير المراجع، فما على الشخص إلا أن يرجع إلى تلك المكتبات، ويستشير كل صاحب فن فيما يخصه؛ لأن البرنامج لا يتسع إلى سرد كتبٍ فيما يتعلق بهذه الأمور، ولكنني نبهت إلى ما هو أهم من ذلك. وبالله التوفيق.