النصيحة لمن يترك الصلاة
- الصلاة
- 2021-09-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1764) من المرسلة السابقة، تقول: عندنا -أيضاً- في القرية نساء إذا نصحتهنّ بأن يصلين يرفضن، ويقلن لنا: سوف ندخل معكنّ الجنة، وإذا دخلنا القبر فليفعل الله ما يشاء، يقصدن بذلك عذاب القبر! فماذا تقولون لهنّ؟
الجواب:
الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، وإذا تركها المكلف جاحداً لوجوبها كفر بإجماع أهل العلم، يُستتاب ثلاثة أيام فإن تاب وإلا قتل مرتداً عن الإسلام، وكذلك إذا تركها تهاوناً وكسلاً، هذا فيه خلاف؛ ولكن الصحيح أنه كالجاحد.
وعلى هذا الأساس فعلى كلّ شخصٍ من المسلمين، أن يتقي الله في نفسه، وأن يحافظ على دينه، ومن ذلك الصلوات الخمس في أوقاتها.
وما يقع من استهتارٍ -كما جاء في سؤال السائلة- وتحدٍّ من جهةٍ أخرى، فهذا لا يليق أن يصدر من شخصٍ؛ سواءٌ كان ذكراً أو أنثى؛ لأن الإنسان قد يُعاقب من جهة الله -جلّ وعلا- عقوبةً عظيمةً عاجلةً في الدنيا، وكذلك عقوبة آجلة في البرزخ، وأيضاً عقوبة يوم القيامة.
بل على العبد أن يتقي الله، وأن ينقاد إلى أوامره يفعلها وإلى النواهي يتركها؛ حتى ينتقل من هذه الحياة المؤقتة إلى الحياة المؤبدة بما يرضي الله -جلّ وعلا-؛ والله -جلّ وعلا- غنيٌ عن خلقه،كما قال تعالى:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)"[1]؛ فالشخص يتمتع بصحةٍ في بدنه، وأمنٍ في وطنه؛ يأكل من رزق الله، ويعيش في أرض الله، ومع ذلك يكابر ربه، ويجابهه في المعاصي، ويتمرد عليه؛ لا شك أن الشخص الذي يفعل هذه الأفعال حريٌ بأن يعاقبه الله -جلّ وعلا-؛ فقد قال الله -جلّ وعلا-:"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"[2]، ولمّا ذكر الله -جلّ وعلا- قصة قوم لوط قال في نهايتها:"مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ"[3] قال ابن عباسٍ رضي الله عنه في تفسير ذلك: « وما هي من ظالمي هذه الأمة ببعيد ؛ فكلّ شخصٍ يرتكب ذنباً من هذه الأمة يكون وارثاً لمن سبقه.
فعلى هذا الأساس ينبغي للشخص أن يتنبه لنفسه، وأن يحافظ على تقوى الله -جلّ وعلا-، فإنها خير زادٍ في الدنيا وخير زادٍ في الآخرة. والله ولي التوفيق.