حكم قراءة القرآن والناس تستمع إليه حتى بداية خطبة الجمعة
- الصلاة
- 2021-08-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (953) من المرسل م.م، يمني مقيم في الرياض، يقول: كنت في زيارة القاهرة، فوجدت صلاة الجمعة هناك المقرئ يقرأ القرآن الكريم، والكل يستمع خاشعاً إلى أن يحين الأذان، ويصعد الخطيب، أما هنا، فإن كل واحدٍ يقرأ في المصحف بصوتٍ مرتفع بحيث تختلط الأصوات، وأحياناً يحاول البعض رفع الصوت أكثر من اللازم، فما الأصح؟
الجواب:
ما يفعل بالقاهرة من أن شخصاً يقرأ القرآن، والناس جلوسٌ يستمعون لقراءته، ينتظرون الإمام الذي سيؤدي خطبتي الجمعة، هذا لا أعلم له أصلاً يدل عليه في عهد التشريع، ولا أعلم نقلاً عن الرسول ﷺ قولياً في ذلك.
كذلك بالنسبة للخلفاء الأربعة، وبالنسبة للصحابة، كذلك التابعون لا أعلم نقلاً عن أحدٍ منهم أن هذا من الأمور التي كانت تعمل، ثم إن قراءة شخصٍ، والبقية يستمعون، هذا يترتب عليه هجر التلاوة للقرآن في هذا الوقت؛ لأن الجمعة تتكرر في كل أسبوع، فيتكرر هذا العمل، ومن الناس من ينتظر وقتاً، يعني لانتظار الصلاة فيأتي مبكراً للصلاة، فيطول انتظاره، وهو في هذا الانتظار لا يقرأ القرآن، ومن المعلوم أن القرآن يعرض له هجر التعلم، ويعرض له هجر التلاوة، ويعرض له هجر التدبر، وفي الآخر يعرض له هجر العمل.
والمقصود: أن الذين يسلكون هذه الطريقة، ينشأ عنه سلوكهم هذا، فهم يهجرون القرآن من ناحية تلاوته.
ومن جهة أخرى: أن هذا يحتاج إلى أصل صحيح ٍيدل عليه، ومن هذا يعلم أن هذا بدعة، والرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد »، « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».
أما كل شخص يقرأ بمفرده، ينشأ عنه أنهم لم يهجروا القرآن من جهة تلاوته في هذا الوقت، وينشأ عنه أن بعضهم قد يستفيد من بعض من جهة جودة القراءة.
وإذا وجد من أحد منهم صوت مرتفعٌ ينشأ عنه أذىً للذين يقرؤون، فإن هذا ينبغي أن ينبه ليخفض صوته حتى لا يؤذي غيره بقراءته، وبالله التوفيق.