بعض الخطباء لا تتجاوز مدة الخطبة خمس أو سبع دقائق، هل من دليل على ذلك؟
- الصلاة
- 2022-02-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10520) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: نجد كثيراً من الخطباء في مساجدنا لا تتجاوز مدة الخطبة لهم خمس أو سبع دقائق، مما لا يتيح قدراً من الاستفادة، هل هناك دليل في السنة على أن مدة الخطبة تكون بهذا القصر الشديد؟ نرجو الإفادة.
الجواب:
روى مالك في الموطأ -رحمه الله- عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: « إنكم في زمانٍ -يعني يصف زمان الصحابة- قليلٍ قراؤه كثيرٌ فقهاؤه، قليلٌ من يسأل كثيرٌ من يعطي، تحفظ فيه حدود القرآن وتُضيع حروفه، يطيلون الصلاة ويقصرون الخطبة، ويقدمون أعمالهم على أهوائهم. وسيأتي زمانٌ كثيرٌ قراءه قليلٌ فقهاؤه، كثيرٌ من يسأل قليلٌ من يعطي، تُحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده، يطيلون الخطبة ويقصرون الصلاة، ويقدمون أهواءهم على أعمالهم ».
فقصر الخطبة هذا يختلف ؛ لأن الإنسان إذا خطب في الناس الجمعة واشتملت الخطبة على كلامٍ قليل لكنه يشتمل على معنى كثير. ومعنى ذلك أن الخطيب يحدد في بداية الخطبة الموضوع الذي يريد أن يتكلم عنه، ويذكر مستند هذا الموضوع من القرآن ومن السنة ومن عمل الصحابة والتابعين، ثم بعد ذلك يأتي على العصر الذي يعيش فيه ويربط هذا الموضوع الذي استدل عليه بما سبق بواقع حياة الناس، وينظر هل عمل الناس مطابقاً لما دلّ عليه القرآن والسنة وعمل الصحابة وسائر القرون المفضلة؟ أم أن دلالة القرآن وما ذُكر معها في وادٍ وعمل الناس في وادٍ آخر؟ فيحدد جوانب المخالفة لهذا الأمر من خلال واقع تعامل الناس، ويعمل مقارنة بين هذا الواقع وبين ما ذكره من الأدلة ومن واقع عمل حياة الصحابة -رضي الله عنهم- ثم يُنبه الناس على أنه يجب عليهم أن يمتثلوا لما دلت عليه هذه الآيات والأحاديث التي ذكرها. وقد قال ﷺ: « إن طول صلاة الرجل وقِصر خطبته مئنةٌ من فقهه » فيه بعض الخطباء يتكلم في حدود الساعة الخطبة الأولى؛ لكنك لا تأخذ من هذا الكلام معنىً لا من ناحية معالجة واقعةِ من الوقائع إنما يكون عنده حماس ويتكلم من غير هدف، فعلى الإنسان أن يجعل لنفسه منهجاً مختصراً يعالج فيه المشاكل الواقعة، أو ينبه الناس على أمور هم غفلوا عنها. وبالله التوفيق.