Loader
منذ سنتين

قلت وأنا كبيرة في ساعة غضب: يشهد عليّ ربي أنني سوف أخنق شخصاً ما، وعندما رأيته نسيت ذلك الكلام، وبعد مدة تذكرت ذلك ولم أره إلى الآن


الفتوى رقم (7587) من المرسلة ح.م.ج. من عمّان، تقول: قلت وأنا كبيرة في ساعة غضب: يشهد عليّ ربي أنني سوف أخنق شخصاً ما، وعندما رأيته نسيت ذلك الكلام، وبعد مدة تذكرت ذلك ولم أره إلى الآن، فما الحكم المترتب عليّ يا فضيلة الشيخ؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « إني لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خيرٌ وكفّرت عن يميني »، والخنق يعني كون إنسان أنه يخنق إنساناً نظراً إلى قوته وقهره؛ هذا يحتاج إلى معرفة هذا الخنق، الخنق عقوبة لكن هل هذه العقوبة واقعةٌ موقعها الشرعي، أم أنها من باب الاعتداء؟ فإذا كانت من باب الاعتداء فلا يجوز للإنسان أن يعتدي؛ لأن الله حرّم الاعتداء: {وَلَا تَعْتَدُوا}[1]، ونهى عن الاعتداء، وقال -أيضاً-: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}[2]، فإذا كان هذا الشخص الذي يُراد خنقه اعتدى على الشخص الذي يريد أن يخنقه؛ فإن الشخص الذي يريد أن يخنقه إذا عفا عن حقه هذا أفضل؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[3]، فإذا عفا يكون أحسن، أما إذا أراد أخذ حقه فإنه يأخذ بمقدار الحق فقط.

        وبناءً على ذلك فإن هذا الخنق إن كان مشروعاً فالعفو عنه أفضل، وإن كان غير مشروعٍ فلا يجوز للإنسان أن يفعله.

        وعلى هذا الأساس إذا لم يفعله فإنه يُكفّر كفارة يمين وهي عتق رقبة، أو الصيام، أو الإطعام، فإذا لم يجد فإنه يصوم ثلاثة أيام.

أما ما ذكرته المرسلة من ناحية النسيان فإنها معذورة حينما لقيته كانت ناسيةً أنها ستخنقه فلا يترتب عليها شيءٌ من ناحية النسيان. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (190) من سورة البقرة.

[2] من الآية (126) من سورة النحل.

[3] الآية (43) من سورة الشورى.