Loader
منذ 3 سنوات

كيف بجر المرء إزاره خيلاء


الفتوى رقم (362) من المرسل السابق، يقول: كيف يجرّ المرء إزاره خيلاء؟

الجواب:

الشخص قد يلبس لباساً ويكون دون الكعبين، وقد يلبس لباساَ أسفل من الكعبين، وإذا كان أسفل من الكعبين فإنه لا يجوز، يقول النبي : « من جرّ إزاره خيلاء »[1]، إلى آخر الحديث، فهذا فيه بيان أنه لا يجوز للشخص أن يجرّ إزاره خيلاء.

ولفظ الإزار -هنا- مدلوله واسع، وقد فسّرته في جواب السؤال الأول في تفسيره الخاص.

وأما هنا فإن مدلوله عام، فالشخص إذا لبس الإزار على الوصف الذي ذكرته هناك، أو لبس ثوباً، أو بشتاً، أو سروالاً، وما إلى ذلك؛ فهذه كلها يطلق عليها لفظ الإزار من حيث العموم، فمن جرّ بشته أو ثوبه أو سرواله خيلاء؛ فإنه داخل في هذا العموم، ولا يجوز له ذلك.

والسر في ذلك أن الله أنعم على العبد، وواجب على العبد أن يشكر نعمة الله عليه حينما أنعم عليه بهذه النعمة، وهي أن يسّر له ما يستر به عورته، وأمره بالحدِّ الذي يجب عليه أن يقتصر عليه، فشكره لنعمة الله في هذا كما أنها تكون باللسان، فهي -كذلك- تكون بالامتثال، فهو يقف على الحدِّ الذي شرعه الله، فإذا زاد عن هذا الحدِّ فقد كفر نعمة الله من جهة، واغترّ بنفسه وتسبّب في تأثيمها من جهة أخرى.

وهذا السرّ الذي ذكرته -هنا- يجري في جميع المواضع التي أمر الله بها والتي نهى عنها، فشكر العبد لنعم الله التي أمر بها كما يكون باللسان يكون -أيضاً- بالامتثال، وهو الوقوف عند حدودها، فإذا زاد عن ذلك يكون قد تسبّب في تأثيم نفسه، ومخالفته لأمر ربه.

وهكذا بالنسبة للنواهي التي جاءت للتحريم، فإذا تعدى الإنسان ما نهي عنه، فلم يشكر نعمة الله وشكره لنعمته في هذا هو أن يقف عند الحدّ الذي نهى الله عنه.

فعلى سبيل المثال هو منهي عن أكل مال اليتيم، فإذا أكل مال اليتيم، فقد خالف هذا النهي؛ أي: ارتكب ما نهاه الله عنه. وشكر نعمة الله على ذلك هو أن يمتثل ما نهاه الله عنه، ولا يفعله ويكون في ذلك قد تسبّب في تخليص نفسه من إدخالها في الإثم. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللباس(7/141)، رقم(5783)، ومسلم في صحيحه، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم جرّ الثوب خيلاء(3/1651)، رقم (2085).