Loader
منذ 3 سنوات

حكم من يهدد ابنته بالطرد خارج البيت؛ لكونها تتشاجر مع إخوانها الذكور


الفتوى رقم (5350) من المرسل السابق، يقول: ما حكم من يهدد ابنته بالطرد خارج البيت؛ لكونها تتشاجر مع إخوانها الذكور؟

 الجواب:

        هذا السائل سبق أن سأل سؤالاً في حلقة ماضية عن قسوة الأب على أولاده فأجبت عن هذا السؤال من جانبٍ واحد وذلك لضيق وقت البرنامج. وهذا الجانب الذي أجبت عنه هو فيما يتعلق بمسؤولية الأب. ونظراً إلى وجود هذا السؤال وله علاقة بالسؤال الثاني الذي أريد أن أكمله، وأن السائل واحد لا ينبغي التركيز على أن الأب هو المخطئ في كلّ حال من الأحوال؛ بل يجب أن ينظر الولد إلى نفسه إذ قد يكون الولد هو السبب، ويكون سببه هذا متكرراً، ويكون مع وجود السبب معانداً ويوقع والده في حرج؛ ولا فرق في ذلك بين الذكر وبين الأنثى؛ فالواجب على كلّ ولدٍ من ذكر أو أنثى أن يحرص على سلوك الطريق السليم حتى لا يوقع والده، أو لا يوقع والدته، أو لا يوقع وليه إذا كان والده قد توفي ووكّل عليه وكيلاً -أخاه- أو غيره من الناس، فعلى الشاب أن يتقي الله في نفسه، وأن يتجنب جميع الأسباب التي من شأنها أن تنشئ عنده تقصيراً في حق الله، أو في حق نفسه، أو في حق أسرته. وبهذه الطريقة تلتئم الأسرة.

        أما بالنظر إلى السؤال أن هذه البنت يريد والدها طردها خارج البيت؛ فالبنت ليست كالولد، وكونها تتشاجر مع إخوانها هذا أمر طبيعي، هذا موجود التشاجر بين الأولاد في البيت؛ يعني: من الذكور فقط، أو من الإناث فقط، أو من الذكور والإناث؛ هذا يعتبر من الأمور الطبيعية.

        صحيح إذا حصل اعتداءٌ من الولد على الولد، أو من البنت على البنت، أو من الولد على البنت اعتداء يوجب أن ولي الأمر يقف موقفاً حازماً؛ كالاعتداء على العرض؛ أو الاعتداء على النفس، أو العضو، أو على المنافع؛ حينئذ يجب على ولي أمر الأسرة أن يقف وقفة حازمة. ولا يقول الرجل: أنا أريد أن أخرج هذا الولد أو أخرج هذه البنت من البيت، فالإخراج يزيد الطين بلة؛ ولكنه يعالج الموضوع بالحكمة، وكذلك يحصل انقياد من الولد -ذكراً أو أنثى- حتى يتم حسم الموضوع على وجهٍ سليم. وبالله التوفيق.