حكم أكل مال اليتيم
- فتاوى
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3593) من المرسل السابق، يقول: ما حكم من أكل مال اليتيم؟
الجواب:
الشخص يكون مؤتمناً على مال غيره، أو يستطيع أن يأخذ مال غيره خفيةً؛ كالسارق، أو يستطيع أن يأخذ مال غيره بالقوة؛ كالغاصب، وقد يكون ولياً على اليتيم، وقد يكون ناظراً على وقفٍ، وقد يكون ناظراً على تنفيذ وصيةٍ من الوصايا، وهو حينما يكون أميناً على هذه الأمور يتعدّى حدود الأمانة، فيأكل من غلة الوقف، ومن مال اليتيم، يأكل مالا يجوز له أكله. وفي هذه الحال يكون قد عمل محرماً، والله تعالى يقول: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"[1]. لكن إذا كان يأكل من مال اليتيم بمقدار أجرته -فقط- التي حصل الاتفاق عليها، فهذا ليس فيه شيء.
أما من يأكل أموال الناس عن طريق السرقة، أو عن طريق الغصب، فهذا محرم.
وواجبٌ على الإنسان أن يتنبّه إلى اللقمة التي يضعها في فيه، أو الثوب الذي يلبسه هل هو من كسبٍ حلال أو من كسبٍ حرام، فالكسب الحرام له آثاره السيئة على الإنسان في سمعه، وفي بصره، وفي قلبه، وعلى سائر جوارحه، ومن ذلك أنه يثبّطه عن الأفعال الطيبة، ويستهويه الشيطان ويغريه، ويقوّي عزائمه على فعل الأمور المحرمة، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، والله -جلّ وعلا- أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"[2]، وقال: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ"[3] ثم ذكر الرسول ﷺ الرجل أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء يقول: يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذّي بالحرام، فأنى يستجاب له.
فالواجب على المسلم أن ينظر في المال الذي يدخل عليه، هل هو من كسبٍ حلال أم من كسبٍ حرام، فإن كان من كسبٍ حرامٍ وجب عليه أن يتخلص منه حسب الطريقة الشرعية. وإن كان من كسبٍ حلال فليحمد الله على هذا التيسير.
وعلى الإنسان أن يسأل ربه الإعانة على جميع أمور الخير، وأن يسأله أن يبعده عن جميع أمور الشر. والله -جلّ وعلا- يقول: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"[4].
أما الإنسان الذي يتخبّط في أموال عباد الله بجميع الطرق التي يمكنه أن يحصّل بها المال، بصرف النظر عن كونه حلالاً أو حراماً، وإنما الشيء الذي يهمه أن يحصل على المال؛ مثل كثير من الذين يتعاملون بالربا، ومثل الذين يقبلون الرشوة، ومثل الذين يأخذون المال بغير حقٍ؛ كالسارق والغاصب وما إلى ذلك.