السؤال عن المسافة التي يلزم الشخص بناء عليها الذهاب للمسجد
- الصلاة
- 2021-09-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1506) من المرسل السابق، يقول: ما عدد الكيلو مترات التي يجب على المسلم أن يذهب من خلالها إلى المسجد؟ هل هناك مسافة معينة أو لا؟
الجواب:
شرع الله -جلّ وعلا- صلاة الجماعة في القرآن في قوله -تعالى-:"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ"[1]، وشرع الجماعة في صلاة الخوف أثناء القتال، يصلّي الإنسان على قدر استطاعته؛ كما جاء مفصلاً في سورة النساء. والرسول -صلوات الله وسلامه عليه-لما قدم المدينة بنى مسجده وأقام الصلاة جماعة إلى أن توفاه الله، وقام الخلفاء من بعده وأمروا بإقامتها جماعة على جميع المسلمين، فصلاة الجماعة في المساجد دل عليها القرآن، ودلت عليها السنة القولية، ودلت عليها السنة العملية، وأجمعت عليها الأمة: الصحابة رضي الله عنهم، والتابعون، وأتباع التابعين؛ يعني: القرون التي شهد لها الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-بالفضل:« خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم »، قال الراوي: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة". ولم يحدد الله أمتاراً معلومة، ولم يحدد الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-أمتاراً معلومة؛ وإنما هذا مبني على استطاعة الإنسان، وعلى العبد أن يحرص بقدر استطاعته أن يؤدي الصلاة مع جماعة المسلمين في المساجد؛ فإن الصلاة مع الجماعة في المساجد لها فضل عظيم. وكون أن الإنسان يتقيد بأمتار معينة: عشرين متراً، ثلاثين متراً، خمسين متراً؛ فهذا ليس له أصل في الشرع.
ولو كان وقت البرنامج متسعاً لبيّنت بعض القضايا التي حصلت في عهد الرسول ﷺ ولم يعذُرهم ﷺ في تركهم الجماعة؛ ولكن إذا رجع الإنسان إلى باب صلاة الجماعة في كتب الحديث؛ كصحيح البخاري، وصحيح مسلم وما إلى ذلك؛ فإنه يجد ذلك. وبالله التوفيق.