شروط مدرس العلوم الإسلامية التي يجب أن يتحلى بها
- فتاوى
- 2021-08-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7345) من المرسل السابق يقول: أرجو التفضل بذكر الشروط التي يتصف بها مدرس العلوم الإسلامية والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها.
الجواب:
أولاً: يكون الشخص عالماً بما يريد أن يعلّمه، لأنه إذا لم يكن عالماً بما يريد أن يعلمه فإنه قد يعلم الناس على جهلٍ وبهذا يكون آثماً، ولهذا يقول عمر رضي الله عنه: « تفقهوا قبل أن تسودوا ». ومعنى ذلك أنك تتعلم قبل أن تتكلم، وليس المقصود منه أن يكون عالماً بجميع أمور الشريعة؛ لكن يكون عالماً بما يريد أن يعلمّه.
ثانياً: يكون عاملاً بعلمه ؛ لأن بعض الناس يتخذ رسالة التعليم مهنة، ويتجاوز في أمورٍ محرمة في نفسه، فتراه يُعلِّم العلوم الإسلامية ولكنه لا يصلي أو لا يصلي مع الجماعة، أو يعلّم العلوم الإسلامية ويشرب الخمر، يعلّم العلوم الإسلامية ويشرب الدخان، يعلّم العلوم الإسلامية ويستعمل القات ويستعمل الشمة أو غير ذلك من الأمور المحرمة، فالغرض أنه يكون معلّماً ويترك شيئاً من الواجبات أو يفعل شيئاً من المحرمات، وهذا ليس من أمانة العلم، فإن من أمانة العلم أن يعمل بعلمه، ولهذا يقول بعض السلف: "العلم ينتظر العمل إن وجده وإلا ارتحل"، فإن العمل بالعلم من بركته أن الله سبحانه وتعالى يفتح على الإنسان.
ومن الأمور التي ينبغي أن يهتم بها المعلم أن يؤدي التعليم على الوجه الصحيح؛ بمعنى: لا يغش في أداء العلم بل يؤديه على الوجه السليم.
ومن الأمور -أيضاً- النية الصالحة، تكون عنده نية صادقة في أداء هذه الرسالة فإنه يربي شباباً صغاراً لكنهم هم رجال المستقبل، فعندما يحسن تربيتهم تربيةً قولية وتربيةً عملية يكون لهذا تأثير على نفوسهم، ويكونون أداةً صالحين لأنفسهم من جهة، ولأسرهم من جهةٍ ثانية، ولمجتمعهم من جهةٍ ثالثة، ولحكومتهم من جهةٍ رابعة.
ومن الأمور التي يحتاج أن يتنبه إليها المعلم ومما يؤسف له أنها تكون موجودة وهي الغِش. والغِش يكون بتنبيه الطلاب على الأسئلة التي سيضعها المدرس، أو يكون في أثناء مراقبته يغش؛ يعني: يُملي على بعض الطلاب أو يسمح للطلاب بأن يغش بعضهم بعضاً ويكون هذا من عدم الأمانة، ويجب عليه أن يؤدي الأمانة وذلك أنه لا يغش من جهته، ولا يسمح لأحدٍ أن يغش من جهةٍ أخرى. وبالله التوفيق.