Loader
منذ 3 سنوات

الفرق بين المشرك والكافر والفاسق والملحد


  • الإيمان
  • 2021-06-15
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (204) من المرسل السابق، يقول: كثيراً ما يتردد قول الناس مشرك، كافر، ملحد، فاسق، فما الفرق بين هذه الألفاظ؟ وأيها أعظم إثما؟ وما تعريف كل منها؟

الجواب:

        أولاً: الشرك يكون شركاً أصغر ويكون شركاً أكبر، أما الشرك الأكبر فإنه مخرج من الإسلام كعبادة غير الله، والذبح لغير الله إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر، فهو رافع لأصل التوحيد.

        وأما الشرك الأصغر فإنه مناف لكمال التوحيد.

        ثانياً: الكفر: وهو أعم من الشرك؛ لأن المشرك يكون كافراً، والإنسان قد يكون كافراً ولكنه لا يكون مشركاً، فمن ترك الصلاة جاحداً لوجوبها أو تركها تهاوناً أو كسلاً، فإنه كافر، ولكن لا يقال عنه إنه مشرك.

        ثالثاً: الفاسق: قد يكون الفاسق بمعنى الكافر، وبمعنى المشرك، وقد يكون فاسقاً بالنظر إلى أن فسقه بارتكابه كبيرة من كبائر الذنوب، كالزنا وشرب الخمر وأكل مال اليتيم إلى غير ذلك من الكبائر، لكن ارتكابه لتلك الكبائر يكون منقصًّا لكمال ثواب التوحيد.

        فإذا مات الإنسان على الفسق؛ يعني على ارتكابه كبيرة من كبائر الذنوب، ولكنه لم يتب، فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.

        وأما إذا مات على الكفر الأكبر فإنه يكون خالداً مخلدا في النار، وكذلك إذا مات على الشرك الأكبر.

        وأما إذا مات على الشرك الأصغر فإما أن يدخله الله النار ويطهره، وإما أن يُقتص من حسناته بقدر ما ارتكبه من الشرك؛ لأن الشرك لا يغفر إذا مات عليه الإنسان سواء كان شركا أكبر أو شركا أصغر؛ لأن الله -جل وعلا- قال: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ "[1].

        رابعاً: الملحد، والإلحاد كلمة عامة، لكن الإلحاد يختلف باختلاف ما يعتقده الإنسان، فقد يكون ملحداً في إيمانه، وقد يكون ملحداً بالنظر إلى إنكاره القرآن، وقد يكون ملحداً بالنظر إلى إنكاره للسنة، إلى غير ذلك من أنواع الإلحاد، فالشخص الذي لا يدين بدين أصلا وهو يعرف الدين الإسلامي ولكنه منكر له، فهذا يصح أن يقال عنه إنه ملحد.

        كما يمكن أن يقال للكافر إنه ملحد، والشيء نفسه يقال للمشرك إنه ملحد بالنظر إلى أنه معرض عن الإيمان بالله؛ يعني مال عن طريق الحق بشركه أو بكفره، وكذلك الفاسق يمكن أن يقال إن عنده من الإلحاد بقدر ما يتصف به من الفسق، إلا أن هذا الإلحاد لم يخرجه عن دائرة الإسلام، أقصد الإلحاد الذي يكون بسبب ارتكابه كبيرة من كبائر الذنوب.

        أما الإلحاد الذي يكون بمعنى الشرك أو بمعنى الكفر الأكبر، فهذا يخرجه عن الإسلام، وبالله التوفيق.

        المذيع: بقي اصطلاح رابع، وهو قوله: فاسق.

        الشيخ: تكلمت عن الفاسق، وذكرت أن المراد بالفسق قد يكون بمعنى الكفر، وقد يكون بمعنى الشرك، وقد يكون بمعنى ارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب، كشرب الخمر وكالزنا، إلا أن الذي يكون بسبب ارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب، فهو لا يخرجه عن دائرة الإسلام.

        ولهذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يصفون مرتكب كبائر الذنوب يقولون: إنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وهذا على خلاف عقيدة الخوارج، ومن يسير على طريقتهم من جهة أنهم يكّفرون الشخص بارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب، فمن زنا أو سرق أو شرب الخمر يحكمون عليه بالكفر، وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (48) من سورة النساء.