قول الله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ}، ما المتاع الموجود في الجبال للإنسان والأنعام؟
- فتاوى
- 2022-01-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9544) من المرسل السابق، يقول: قول الله -تعالى-:{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}[1]، ما المتاع الموجود في الجبال للإنسان والأنعام؟
الجواب:
يقول الله -جلّ وعلا-: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}[2] فالمتاع هذا ليس راجعاً إلى الجبال؛ وإنما الجبال ذُكرت على أنها وسيلة لتثبيت هذه الأرض.
أما المتاع المقصود هنا فهو ما ذكره الله بقوله: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا}[3]، كما قال في موضعٍ آخر: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[4]، فالله -سبحانه وتعالى- يُنزل الماء من السماء، وفيه -أيضاً- مياهٌ في الأرض في مستودعاتٍ الله -سبحانه وتعالى- أوجدها، وفيه مواقيت لاستثمار هذه الأرض؛ سواءٌ كان هذا الاستثمار بفعل بني آدم كما يفعلونه في الخضروات والزروع والنخيل وما إلى ذلك؛ يعني: جميع ما يسعى الآدميون لإنباته وزرعه في الأرض على حسب اختلاف أنواعه، وفيه شيءٌ ينبته الله -جلّ وعلا- في الأرض ترعاه البهائم وما إلى ذلك؛ فهي متاعٌ لبني آدم من جهة، ومتاعٌ لدوابهم من جهةٍ أخرى. وبالله التوفيق.