معنى الدعاء: فاستهدوني أهدكم
- توحيد الألوهية
- 2021-08-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7061) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ما معنى الدعاء: فاستهدوني أهدكم؟
الجواب:
الهداية هدايتان:
هداية توفيق ٍوإلهام، وهداية دلالةٍ وإرشاد، فالقرآن مشتملٌ على دلالة الهداية والإرشاد لقوله -تعالى-: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"[1]، وجميع الشريعة داخلٌ في هذه الآية؛ سواءٌ كان ذلك فيما يتعلق بأمور الاعتقاد من الإيمان؛ وكذلك أمور التوحيد، وكذلك ما يضاد ذلك، وهكذا فيما يتعلق بالنفوس والأعراض والعقول والأموال فإن القرآن هدى إلى أصول هذه الأمور، والنبي ﷺ قال الله في حقه: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"[2]، وكون الرسول ﷺ هادياً؛ يعني: بهداية الدلالة والإرشاد ولهذا يقول الله -جل وعلا-: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"[3]، ومن حرصه على أمته أن بيّن لهم جميع ما أمره الله ببيانه، ونهاهم عن جميع ما أمره الله أن ينهاهم عنه؛ لأنه أدى الرسالة على الوجه الأكمل.
وبناءً على ذلك فإن هداية الدلالةِ والإرشاد موجودةٌ في كتاب الله، وموجودةٌ في سنة رسوله ﷺ، وهكذا أهل العلم العاملون به، أهل العلم الذين يدلون الناس على الخير ويحذرونهم من الشر هم يشتغلون في هداية الدلالةِ والإرشاد، فالقضاة يهدون الناس بهداية الدلالة والإرشاد، وذلك ببيان الحكم الشرعي في المسائل المتنازع فيها على ضوء كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ورجال الحسبة -كذلك- يهدون الناس في بيان المعروف يحملون الناس عليه، وفي بيان المنكر ينهون الناس عنه؛ وهكذا الدعاة إلى الله، وهكذا المعلمون.
فالمقصود أن الذين يرشدون الناس إلى الخير وينبهونهم عن الشر هم داخلون في هداية الدلالة والإرشاد، فالإنسان يحرص على أن يزيده الله من هداية التوفيق والإلهام، وأن يزيده من هداية الدلالة والإرشاد، ويتحين الأوقات التي يمكن أن تحصل فيها الإجابة؛ مثل: بعد الأذان، وبين الأذان والإقامة؛ وهكذا إذا كان الإنسان ساجداً كما قال ﷺ: « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء ». وبالله التوفيق.