بم تنصحون شخصاً دائماً تصيبه النجاسة في أماكن يتعذر الوصول إليها كالركبة، أو يصعب تنظيفها
- الطهارة
- 2021-08-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7167) من المرسلة السابقة، تقول: كيف تنصحون شخصاً دائماً تصيبه النجاسة في أماكن يتعذر الوصول إليها كركبة، أو يصعب تنظيفها كأن تصيبه دائماً في ملابسه، هذه النجاسة غير مرئية إنما يشعر بها، علماً أن هذا الشخص يتأخر كثيراً في دورة المياه، وأصابه بذلك وسواس هو يتعذب كثيرا ً حتى إنه لا يمس القرآن خوفاً أن يكون قد مسّ بدنه أو ملابسه النجاسة؟ نرجو منكم توضيح الأمر.
الجواب:
النجاسة تكون متيقنة، وتكون مظنونة، وتكون مشكوكاً فيها، وتكون متوهمة، وتكون مجرد وساوس تعرض على الإنسان، فإذا كانت متيقنة أو مظنونة فإنه يُزيل هذه النجاسة بغسل المحل الذي وقعت فيه؛ سواءٌ كانت على الثوب أو كانت على البدن؛ لأن طهارة البدن وطهارة الثوب من شروط صحة الصلاة، وإذا شك فيها وكان الشك قبل دخوله في الصلاة فإنه يغسل المحل الذي يشك أنه أصابته نجاسة ؛ لقوله ﷺ: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ».
أما إذا كانت متوهمة، أو كانت مجرد وسواس فإنه لا يلتفت إلى ذلك.
وقد يقول قائلٌ: ما الفرق بين الشك وبين الوسوسة؟
والفرق بينهما أن الشك يقع نادراً؛ وأما الوسوسة فإنها تقع كثيراً، فتقع للإنسان في وضوئه، وفي غسله، وفي صلاته وبخاصةٍ صلاة الفريضة؛ لأن الشيطان يتسلط على الإنسان في الفريضة أكثر من تسلطه عليه في النافلة، ويقع عليه -أيضاً- في صيام الفرض، ويقع في العمرة، ويقع في الحج.
وهذه الوساوس إذا حصلت عند الإنسان فإنه لا يلتفت إليها؛ بل عليه أن يكون قوي الإرادة وذلك برفض هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، ويُكثر من ذكر الله -جل وعلا-، ويُكثر -أيضاً- من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم لقوله -جل وعلا-:"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ"[1]، وبالله التوفيق.