حكم منع الوالدين لأولادهم من أداء النوافل
- الصلاة
- 2021-12-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4577) من المرسلة أ. س. ر. ع، تقول: هل يجب طاعة الوالدين إذا لم يسمحوا لنا بفعل الطاعات من النوافل؛ كقيام الليل، وصيام الاثنين، والخميس من كل أسبوع، وغيرها من الطاعات بدعوى الحرص على راحتنا والرحمة بنا ومحبة الخير والراحة لنا، على أننا نعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهل يجبُ تقديم حق الوالدين بالطاعة لهم على فعل النوافل من الطاعات؛ لأن الأولى فرض والثانية سنة، وبم تنصحون مثل هؤلاء الآباء والأمهات؟
الجواب:
أولاً: فيما يتعلقُ بعلاقة الوالدين مع أولادهما، المفروضُ أن الوالد وكذا الوالدة يُربي كلٌ منهما أولاده على ما يرضي الله جلّ وعلا من فعل الواجبات وفعل المستحبات من صلاة ومن صيام، وهكذا سائرُ الأمور المأمور بها على وجه الوجوب أو المأمور بها على وجه الاستحباب، وكل واحد منهما ينهى أولاده عن الوقوع في المحرمات، وكذلك ينبهه على ترك الأمور المكروهة فلا يفعلها، وهذا أسلوبٌ من أساليب التربية.
ثانياً: بالنسبة لعلاقة الوالدين بالأولاد أن كل واحدٍ منهما لا يحملُ ولده على ترك واجبٍ ولا على ترك مندوبٍ، ولا يحمل ولده على فعل شيءٍ مُحرم أو يحمل ولده على فعل أمرٍ مكروه؛ لأن الولد أمانة في عنق والديه، وهما مأموران بأن يُربياهُ التربية الشرعية وليس هذا من التربية الشرعية.
ثالثاً: بالنسبة لعلاقة الوالدين بالأولاد أن الوالد لا يكون عائقاً وحائلاً بين الولد وبين فعله للأمور المُستحبة، فعندما يجد من الولد نشاطاً على قراءة القرآن، أو على صيام البيض، أو صيام يوم الاثنين والخميس، أو على صلاة الضحى أو التطوع، أو على مثلاً صلاة الليل أو أراد أن يتطوع بين المغرب والعشاء، إذا رآهُ نشيطاً في باب الطاعات فلا يكون عائقاً بينه وبين هذه الطاعة، وبعض الآباء يصرف ولده عن ذلك بإشغاله بأمور أخرى، وليس هذا من التعاون على البر والتقوى والله جلّ وعلا يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[1].
أما بالنظر لعلاقة الولد بوالديه، فإن الولد يطيع والديه بما فيه طاعة لله، يعني إذا أمراه بما فيه طاعة لله أو نهياه عن فعل ما حرّم الله جلّ وعلا، فإنه يطيعهما بذلك.
أما إذا أرادا أن يمنعاه عن فعل واجب، أو أن يحملاه على فعل محرم، أو أن يمنعاه عن فعل مندوب من المندوبات، يمنعانه مثلاً من صلاة الضحى، أو من صلاة الليل، أو ما إلى ذلك، فكما أنهما ليس لهما حق في المنع، فكذلك لا يطيعهما في ذلك وهو أدرى بنفسه.
ورابعاً: بالنسبة للعلاقة بين الولد ووالديه عليه أن يحرص على برهما بقدر استطاعته، والبر يكون بالقول، ويكون بالفعل، وعندما يتعارض حق الله جلّ وعلا وحق الوالدين، فحق الله جلّ وعلا مُقدمٌ على حق الوالدين. وبالله التوفيق.