الدعوة إلى تغير الخطاب الديني والتشكيك في بعض القضايا بحجة تغير الزمن، ما موقفنا منها؟
- الاجتهاد
- 2022-02-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11182) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: نسمع في الآونة الأخيرة من يدعو إلى تغير الخطاب الديني والتشكيك في بعض القضايا بحجة تغير الزمن، ما دورنا في التصدي لمن ينادي بهذا، واعتبار كلّ ملتزم متطرف ويطالبون بحقوق للمجتمعات ونحو ذلك من الكلام.
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[1].
ومن خصائص هذه الشريعة الكمال، ومن خصائصها العموم، عامة لجميع المكلفين، وكاملة من ناحية جميع ما يحتاج إليه الإنس والجن في أمور دينهم؛ وكذلك في أمور دنياهم.
ومن خصائصها: الثبات أي أنها لا تتغير، ولهذا شرع -سبحانه وتعالى- الصلاة وشرع لها الطهارة. فشرع الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاثاً إلى آخره، فهل يجوز لأحد أن يدخل في هذا؟
شرع الله -سبحانه وتعالى- الزكاة، فهل يجوز لأحد أن يدخل في الزكاة، بمعنى: أن يغير شيئاً من نصابها، أو من القدر الواجب، أو من الجهة التي تصرف فيها الزكاة؟
وكذلك في الصيام، هل يجوز تحويله؛ يعني : إذا جاء مثلاً وقت يطول فيه النهار يمكن أن يحول إلى وقت يكون فيه النهار قصيراً وهكذا، ونفس الشيء بالنسبة للعمرة والحج؛ هذا معنى تغيير الخطاب.
فلا يجوز الدخول في هذا المجال؛ لأنه -كما ذكرت- أن من خصائص هذه الشريعة أنها ثابتة.
لكن هذه الشريعة تحتاج إلى رجال يفهمونها على وجه صحيح؛ أما كونه يأتي شخص متطفل على هذه الشريعة ويضع نفسه موضع المجتهد المطلق؛ بحجة التيسير، أو بحجة مجاراة العصر أو ما إلى ذلك؛ فالشرع ليس تبع الناس؛ بل الناس هم الذين تبع الشرع.
ولا شك أن هذا سؤال مهم جداً، والإجابة عليه تحتاج إلى كلام كثير؛ لكن ما ذكرته هو إشارة إلى أن هذا ممنوع. وبالله التوفيق.