الفتوى رقم (3179) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: رجل غاب عن أسرته ثلاثة عشرة عاماً وهو متزوج، وله أربعة من الأولاد والبنات، وعندما عاد وجد أن البنات قد تزوجن، وكذلك تزوج أحد الأولاد، وعاش في منزل والده مع أمه وإخوته الصغار، فقام بطرد الولد هذا من البيت زاعماً أنه أكل أموال أولاده، فهل يقع عليه غضب والده هذا أم لا؟ وما رأي الشرع في ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب:

 قد يتصرف الأب تصرفاً لا يقره الشرع، فالتعسّف الذي يحصل من الأب على أبنائه لا يكون الإثم على الابن في ذلك، وإنما الإثم يكون على الأب، فكونه أباً لا يسوغ له أن يتصرف مع أبنائه تصرفاً خارجاً عن حدود الشرع؛ بل هو مأمور أن يسلك معه المسلك الشرعي، فلا يسلك معهم مسلك الإفراط، ولا يسلك مسلك التفريط.

وكذلك الابن يجب عليه أن يسير مع والديه في حدود الشرع، وعندما يطلب منه الأبُ أو تطلب منه الأم طلباً ويكون مخالفاً للشرع، فهذا لا يجوز له أن يطيع أي واحد منهما؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يجوز له هو أن يسلك مسلكاً يعصي الله -جلّ وعلا-، وفيه الضرر إلى أبيه وأمه.

وفي هذه القضية المسؤول عنها، ينبغي للولد أن يراجع نفسه، فإذا قد كان أخذ من مال أبيه من غير حقٍ شرعي، فعليه أن يعيد ذلك لصاحبه، وإذا كان لم يأخذ شيئاً، فحينئذٍ تكون ذمته بريئة، ولا يضره ما جرى عليه من أبيه. وبالله التوفيق.