Loader
منذ سنتين

توجيهكم لولد مقصّر في طاعة أمه ولا يصلي الصلوات في وقتها، ويحلف دائماً ويكذب؟


  • الصلاة
  • 2022-01-29
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9727) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: ولدي مقصّر في طاعتي وبري، ولا يعاملني كما يعامل الابن أمه، ولا يصلي الصلوات في وقتها، ويحلف دائماً ويكذب في حلفه، ما توجيهكم؟

الجواب:

        هذه الظاهرة وهي ظاهرة العقوق من الأولاد لآبائهم وأمهاتهم؛ هذا من جانب. ومن جانب آخر التقصير في حق الله -جل وعلا- فما ذكرته السائلة من أنه يحلف ويكذب، ومن أنه يؤخر الصلاة؛ يعني: لا يصلي مع الجماعة، أو أنه يؤخر الصلاة عن وقتها، لا شك أن هذا تقصيرٌ في حق الله -جل وعلا- من جانب. ومن جانبٍ آخر فيه ظلمٌ من العبد لنفسه، وبناءً على ذلك فإن العقوق لا يجوز، الله -جل وعلا- يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]، فالولد عليه حقوق لوالديه، وله حقوقٌ عليهما، ولا بدّ أن يعرف الذي عليه ويجب عليه أداؤه إذا كان يستطيع ذلك، وكذلك الذي له على الوالد يؤدي الحق الذي عليه لولده، والوالدة تؤدي الحق الذي لولدها عليها، فكل واحدٍ منهما يعرف ما له وما عليه.

        أما بالنظر إلى ظلم العبد لنفسه فمما يؤسف له أن كثيراً من الناس لا يبالي بظلم نفسه، والله -تعالى- يقول: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا »، فأنت لا تظلم غيرك؛ وكذلك لا تظلم نفسك؛ لأنك حينما تظلم غيرك تكون قد أفسدت على غيرك؛ يعني: أوقعت به ضرراً من جهة. ومن جهةٍ ثانية أنك تكون آثماً. وإذا ظلمت نفسك فأنت تكون آثماً من جهة، وتكون أوقعت الضرر في نفسك من جهةٍ أخرى، فالواجب على العبد أن يتنزه عن الظلم بأي وجهٍ من الوجوه.

        وأما التقصير في حق الله -جل وعلا-، فالله -تعالى- أمر بواجبات ونهى عن محرمات، وعلى العبد أن يتقيد بما أوجب الله عليه، ويتقيد بما نهاه الله عنه، فيتقيد بما أوجب الله عليه من ناحية فعله، ويتقيد بما نهاه الله عنه من جهة تركه، وحينما يحصل عنده خلل في أداء واجبٍ من الواجبات أو في فعل شيءٍ من المحرمات؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يعاقبه بقدر ما يستحق من العقوبة، سواءٌ كان ذلك في الدنيا؛ أو كان في الآخرة، أو فيهما إلا إذا تاب وقبل الله توبته. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.