Loader
منذ 3 سنوات

حكم عقوق الوالدين مع المحافظة على الصلاة والصيام وسائر العبادات


  • فتاوى
  • 2021-10-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2024) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم العاق لوالديه إذا كان يصلي ويصوم ويعمل جميع العبادات؟

الجواب:

حقوق الوالدين من الأمور العظيمة، ولهذا قرن الله حقهما بحقه في مقام التوحيد في قوله تعالى:"وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"[1] وقوله تعالى:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"[2].

        ومع الأسف أن كثيراً من الأشخاص لا أقول ذكوراً ولا أقول إناثاً ولا أقول كباراً، ولا أقول من المتوسطين، فإن الأمثلة كثيرة من جميع هذه الأنواع، يسيئون التعامل مع والديهم، وهذا أمر لا يجوز، بل الواجب على الولد أن يحترم أباه وأن يحترم أمه، وأن يقوم بالحقوق الواجبة عليه، ولهذا يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: « أنت ومالك لأبيك » ، فبعض الناس يسيء التعامل مع والديه من ناحية المال، بمعنى أنهما يحتاجان إلى الكسوة أو إلى النفقة، أو إلى أجرة سكن، وهو غنيٌ ويقصر عليهما، وهما عاجزان عن ذلك، ومنهم من يسيء التعامل معهما من جهة عصيانهما حينما يأمرانه بالمعروف أو ينهيانه عن المنكر، ولا شك أن فعل المنكر لا يجوز وفي فعله عصيانٌ لله وإذا نهاه والده عن هذه المعصية ، فيكون قد خالف الله من جهة وخالف والده من جهةٍ أخرى، وهذا لا يعني أن الخطأ دائماً يقع من الأولاد، فهناك بعض الآباء يستعملون التعسف في حق أبنائهم، ويضعون أنفسهم في أفكار أبنائهم أنهم هم المتصرفون في أبنائهم من جميع الوجوه ، وأن الولد ليس له تصرفٌ في نفسه بأي وجهٍ من الوجوه، حتى إن بعض الآباء يأمر ولده بفعل المعصية، يأمره بأن يذهب إلى السوق ليشتري له شيئاً محرماً، وعندما يمتنع الابن يقول الوالد: هذا عقوق! وهذا في الحقيقة ليس بعقوق ؛لأنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، وقد يكون ذلك من الأم من جهة أنها تتعسف في حق ابنها ، فتجبره على أمورٍ يفعلها وقد تكون محرمة، تفرض عليه أنه لا يبر أباه أو لا يبر أخاه، أو لا يبر أخته، أو تفرض عليه أن يُقاطع زوجته مع أن زوجته مطيعة له ومطيعة لأمه، قصدي من هذا الكلام هو: أنه كما يحصل تعدٍ من الابن أو البنت على الأبوين أو على أحدهما ، فكذلك قد يحصل التعدي من الأب على أولاده، أو من الأم على أولادها، وعلى كل واحدٍ منهم أن يعرف نفسه في حالة الإصابة وفي حالة الخطأ، ففي حالة الإصابة يكون مشكوراً على عمله، وفي حالة الخطأ ينبغي أن يتنبه لنفسه وألا يحمل مسؤوليته على غيره، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (36) من سورة النساء.

[2] من الآية (23) من سورة الإسراء.