Loader
منذ سنتين

كيف يستطيع الإنسان مجاهدة نفسه؟


  • فتاوى
  • 2022-02-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10115) من المرسل السابق، يقول: كيف يستطيع الإنسان مجاهدة نفسه؟

 الجواب:

        الإنسان عنده شيطان قرين لا يفارقه كما قال ﷺ: « ما منكم من أحدٍ إلا ومعه شيطان، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا إلا أن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير ».

الوظيفة التي يؤديها هذا الشيطان هي على وجوهٍ كثيرة، ومن هذه الوجوه أن يحملك على المعصية بترك واجبٍ من الواجبات، أو أنه يحملك على معصية بفعل أمرٍ محرمٍ أو الإعانة على فعلٍ محرم، أو أنه يحول بينك وبين عمل ٍ من الأعمال الفاضلة: يمنعك من قراءة القرآن يشغلك في غيره، يمنعك من التطوع في الصلوات؛ هذا فضلاً عن أنه قد يصل بالإنسان إلى أن يحمله على البقاء على الكفر، أو يحمله على الردة عن الإسلام، وذلك بفعل شيء من أنواع الشرك الأكبر، أو النفاق الأكبر، أو الكفر الأكبر؛ هذا بالنظر إلى شيطان الجن.

        أما شيطان الإنس فخادم يخدم شيطان الجن فالقرين الذي يقترن به الشخص تارة يكون معيناً له على الخير، وتارةً يكون حاملاً له على الشر، ولهذا الرسول ﷺ قال: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »؛ وكذلك الاستسلام للهوى، الرسول ﷺ قال: « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به »؛ فالهوى قد يقود الإنسان إلى ما لا تحمد عقباه، ويستأنس هذا الإنسان بقيادة الهوى له؛ لأنه يريد أن يحقق غرضاً، فكثيرٌ من الناس ينظرون إلى تحقيق أغراضهم التي يريدونها بصرف النظر عن كونها مشروعة أو غير مشروعة ولا ينظرون إلى عواقب الأمور.

        وكذلك استسلامه للنفس الأمارة بالسوء، الإنسان عنده نفسٌ تأمره بالسوء وتحمله عليه، فهذه النفس الأمارة بالسوء هي التي تخدم الشيطان من جهة نفس الإنسان؛ لأن النفس مع الإنسان لا تفارقه ليلاً ولا نهارا، فقد تأمره بالسوء في الليل أو في النهار، وقد تأمره بالسوء علانية، أو تأمره بالسوء على سبيل الخفاء.

        فهذه عوامل كثيرة؛ وكذلك الإنسان قد يسلك مسلكاً يكسب فيه كسباً حراماً ، فهذا الكسب الحرام له تأثير سيءٌ على الإنسان.

        وبناءٌ على ذلك فإن الإنسان محتاجٌ إلى الابتعاد عن جميع هذه الأمور: شيطان الجن، وشيطان الإنس؛ وكذلك الهوى، وكذلك النفس الأمارة بالسوء، وكذلك عندما يكسب المال يكون كسبه من وجهٍ حلال، فإذا ابتعد عن هذه الأمور واشتغل بطاعة الله -جل وعلا- وسأل الله الإعانة على ذلك، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}[1] ويقول: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[2]، ويقول: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[3] فهو بهذه الطريقة يستمر قربه من الله -جل وعلا- ويستمر بعده عن الشيطان الرجيم. والله ولي التوفيق.



[1] من الآية (29) من سورة الأنفال.

[2] من الآية (282) من سورة البقرة.

[3] الآية (128) من سورة النحل.