Loader
منذ 3 سنوات

علاج من ابتلي بالوسواس في الصلاة


  • الصلاة
  • 2021-12-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2361) من المرسل السابق، يقول: في أثناء الصلاة يكثر في ذهني الوسواس وعدم الخشوع، مما يجعلني في حيرةٍ وقلق ويأسٍ من نفسي؛ حتى إنني أترك بعض الصلوات لأجل هذا السبب، فما الحل؟

الجواب:

إن هذا الذي يحصل معك يحصل مع كثير من الناس، وهذا من الشيطان، ولك أمران تستعملهما:

أما الأمر الأول فهو: عدم تكرار ما ليس بواجبٍ عليك، كتكبيرة الإحرام إذا كبّرت مرةً واحدة لا تعيدها؛ قراءة الفاتحة إذا قرأتها لا تعيدها، الركوع، الرفع منه، التسبيح، إذا أتيت بالمشروع، وهكذا في سائر صلاتك؛ يعني: تحرص -بقدر ما تستطيع- ألا تكرر في صلاتك ما ليس بمشروع، ويكون عندك عزمٌ قويٌ على ذلك.

والأمر الثاني هو: أنك تستعيذ بالله -جل وعلا- من الشيطان الرجيم، ويكون هذا في سجودك، وفي آخر صلاتك قبل السلام، ويكون -أيضاً- بعد خروجك من الصلاة، ويكون في دعائك دائماً في المناسبات؛ مثل: آخر الليل تسأل ربك أن الله يعيذك من الشيطان الرجيم؛ وكذلك بعد العصر يوم الجمعة، وكذلك إذا جلس الخطيب يوم الجمعة، وكذلك بعد الأذان؛ المقصود أن فيه أوقاتاً للإجابة تحرص -على قدر الاستطاعة- على أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في عموم الأوقات، فإذا حصل عندك استمرار على ذلك وقوة عزم على عدم تكرار ما ليس بمشروع، فلعل الله -سبحانه وتعالى- أن يكفيك شرّ الشيطان، ولا ينبغي أن تستسلم للشيطان، لا في دقيقٍ ولا في جليل.

وقد ذكرت أنت أنك تترك بعض الصلوات لهذا السبب، وهذا أمرٌ لا يجوز، فالصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، ولا يجوز لك أن تتركها؛ بل تقضي ما تركته من الصلوات السابقة. وما ذكرته من أنه يحصل عندك يأس، فلا يجوز أن يحصل هذا في نفسك؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- ألطف بالعبد من نفسه، وأرحم به من نفسه، فما عليك إلا أن تسأل ربك، والله -سبحانه وتعالى- يقول: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"[1].

ومما يحسن التنبيه عليه: أن الشيطان يتسلّط على الإنسان لأسبابٍ كثيرة، قد تكون هذه الأسباب إما أن الشخص متساهل في العبادات؛ يعني: في باب الأوامر، أو أنه يقترف السيئات، ولا يبالي فيما يقترفه من المعاصي، فكلما قرب الإنسان من الشر، وأبعد عن الخير قوي عليه سلطان الشيطان، وكلما قرب من الخير، وأبعد عن الشرِ ضعف سلطان الشيطان عليه، وهكذا إذا أكثر من قرناء الخير، ضعف الشيطان، وإذا أكثر من قرناء السوء فإن هذا مما يقوي سلطان الشيطان عليه.

فعليك أن تتنبه لنفسك، وأن تتجنب جميع الأمور التي من شأنها أن تقوّي سلطان الشيطان عليك، هذا من جهة. ومن جهةٍ أخرى تأخذ بالأسباب التي تضعف جانب الشيطان، فتجتنب الأسباب المقوية له، وتأخذ بالأسباب التي تضعفه وتبعده عنك، وتستعين الله على ذلك. وبالله التوفيق.



[1] الآية (186) من سورة البقرة.