Loader
منذ 3 سنوات

حكم عزوف النية لتعيين صلاة ما عند تكبيرة الإحرام


  • الصلاة
  • 2021-10-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1929) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: إذا توجهت للصلاة وكبرت تكبيرة الإحرام، تنصرف نيتي إلى صلاةٍ أخرى غير الصلاة الحاضرة، مع أنني أتيت إلى المسجد لهذه الصلاة بعينها ؛ لكن حينما أكبر تكبيرة الإحرام تنصرف نيتي إلى غيرها، ما الحكم؟ وأرجو أن توجهوني لما أعمله لمدافعة هذا الوسواس؟

الجواب:

أولاً: أن الإنسان إذا دخل في صلاته، وقد نوى هذه الصلاة حينما أراد أن يكبر تكبيرة الإحرام، فعزوف النية في أثناء صلاته، أو أنه يتصور صلاةً أخرى في أثناء صلاته، ليس لهذا تأثيرٌ على هذه العبادة، وبيان ذلك:

أن النية قسمان ؛ نية حقيقية، ونية حكمية.

 القسم الأول: النية الحقيقية: تكون موجودةً من بدء العمل، ويصاحبها الشخص إلى نهاية العمل، يعني أنه يكون مستحضراً لها، فهذه يسميها العلماء بالنية الحقيقية.

والقسم الثاني: النية الحكمية: وهي التي تكون موجودةً عند بدء العمل ؛ لكن لا يلزم حضورها ، وقد يدخل في بعض الأمور التي تشغل خاطره، وينسى هذه النية التي حصلت منه.

فالعبادة صحيحة ؛ ولكن قد يحصل نقصٌ في أجر صلاته بقدر ما حصل منه من الغفلة التي عرضت له في أثناء صلاته، هذا الكلام من ناحية النية، أما ما يقع من بعض الناس من جهة أنه يصاب بالوساوس في صلاته، فهذه الطريقة إذا حصلت عند شخص ما، فإنه يعالجها بأمرين:

أما الأمر الأول فهو: قوة الإرادة، ومعنى قوة الإرادة هنا أنه يرفض تكرار الشيء، فإذا جاءه الشيطان مثلاً وقال: إنك لم تكبر تكبيرة الإحرام، أو قال له: إنك لم تقرأ فاتحة الكتاب، أولم تركع، أو ما إلى ذلك، فعليه أن يستعمل الرفض لذلك، وقد يأتيه أيضاً هذا في الوضوء.

وقد حدثني شخصٌ بأنه يجلس خمس ساعات يتوضأ لصلاة الفجر، يدخل ليتوضأ لصلاة الفجر ويقول أجلس خمس ساعات، كلما توضأت قلت إن هذا الوضوء ليس بصحيح!

 وفرق بين الشك وبين الوسواس ؛ لأن بعض الناس قد يقول: إن هذا من باب الشك.

 والفرق بين الشك وبين الوسواس: أن الشك لا يتكرر، وأما بالنسبة للوسواس، فإنه يتكرر، فيعالجه الإنسان بقوة الإرادة هذا من جهة.

الأمر الثاني: يعالجه بكثرة الاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ؛ لأن هذا من نزغ الشيطان، وقد قال تعالى:"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ"[1] الآية، فعلى المسلم أن يتنبه لنفسه، وأن يحافظ على عبادته، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (200) من سورة الأعراف.