حكم من يرمي الناس بألفاظ سيئة
- فتاوى
- 2021-09-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1177) من المرسلة السابقة، تقول: ما الحكم في رجلٍ يصوم ويصلي ويقرأ القرآن، ولكنه للأسف يتلفظ بألفاظ بذيئة بعيدة عن السلوك الطيب، والأخلاق الفاضلة التي يحث عليها ديننا الحنيف، ومع ذلك يتهم بعض الناس بأعمال سيئة هم بريئون منها، فبم تنصحونه، وهل تؤثر هذه الأعمال السيئة على حسناته الأخرى؟
الجواب:
المنكر يكون بالأقوال، ويكون بالأفعال، والنبي صلوات الله وسلامه عليه قال: « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه » الحديث، وبناءً على هذا الحديث، ينبغي أن يكون منكِ تنبيه له على ما يصدر منه من أقوال، ومن أفعال بذيئة، وأما كون هذه الأعمال البذيئة تكون مؤثرة على حسناته، فهذه الأمور تختلف في الحقيقة؛ لأنه قد يرتكب أمرًا بذيئًا، ويكون هذا الأمر الذي ارتكبه يوجب خروجه من الإسلام بعد نصحه، وبيان الحكم له، فيُصر عليه، فبهذا يخرج عن الإسلام.
وقد يكون عمله هذا معصية كبيرة من كبائر الذنوب، وقد يكون صغيرة من صغائر الذنوب.
فإذا كان الأمر الذي ارتكبه يوجب تكفيره بعد البيان له، فإنما يصدر منه من أعمال صالحة، هذه لا تكون مقبولة عند الله جلَّ وعلا؛ لأن الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، والنفاق الأكبر، كلٌ منها ليس معه عمل، يعني لا يُقبل معه عمل صالح يعمله الإنسان، ومن أجل هذا يقول الله جلَّ وعلا:"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"[1].
وأما إذا كان الشيء الذي يصدر منه كبيرة من كبائر الذنوب، فإثم هذه الكبيرة يكون عليه، ولكنه لا يؤثر على عمله، يعني أن صلاته تكون صحيحة في الأعمال التي يعملها لله جلَّ وعلا، والأعمال التي يعملها وهي بذيئة، وهي من كبائر الذنوب، هذه تحت مشيئة الله جلَّ وعلا، إذا مات مُصِرَّاً عليها، هذه تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذّبه.
وأما إذا كان الشيء الذي يصدر منه من الصغائر، فقد قال تعالى:"إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا"[2]، والنبي صلوات الله وسلامه عليه قال: « الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان، والحجُّ إلى الحجّ، والجمعة إلى الجمعة، مكَفِّرات لما بينها إذا اجتنبت الكبائر » فالمقصود أنه ينبغي نصح هذا الشخص، وتنبيهه على أن هذه الأمور لا ينبغي له أن يفعلها، وألَّا يغترَّ بإمهال الله جلَّ وعلا له، فإن الله تعالى يُمهل، ولا يُهمل.وبالله التوفيق.