Loader
منذ سنتين

حكم سب النصارى الأحياء .وما صحة: « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »؟


الفتوى رقم (10741) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما حكم سب النصارى الأحياء؟ وعن صحة حديث: « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »؟

الجواب:

        اللعن عندما يصدر من شخصٍ لشخصٍ يصدر عليه منه باعتبار عينه أو باعتبار صفته.

        فإذا كان باعتبار عينه فإذا كان الشخص الذي وُجهت إليه اللعنة مستحقاً لها فإنها وقعت موقعها، وإذا كان غير مستحقٍ فإنها ترجع إلى من صدرت منه اللعنة فيكون هو الملعون.

        وإذا تتبعنا القرآن وجدنا أن اللعن الذي صدر من القرآن باعتبار الصفات؛ مثل: {لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[1] {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[2] {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)}[3].

        فإذا لعنت شخصاً باعتبار صفته وهذه الصفة غير مشروعةٍ فلا مانع من ذلك، وبالنسبة للحديث: « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم » هو من هذا الباب أنه لعنهم باعتبار كونهم يهوداً وباعتبار كونهم نصارى. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (61) من سورة آل عمران.

[2] من الآية (18) من سورة هود.

[3] الآيتان (78-79) من سورة المائدة.