الفتوى رقم (5562) من المرسلة السابقة، تقول: هل يأثم الإنسان إذا ما رأى إنسان آخر على منكر ولم ينصحه؟

الجواب:

        الرسول ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه »، فالإنسان أعلم بنفسه فإذا كان يستطيع التغيير باليد فإنه يغيره مثل الإنسان في بيته يستطيع أن يغير المنكر بيده. ومثل الإنسان الذي له ولاية وقد جُعل من ولايته أن يغير الإنسان بيده، وإذا كان لا يستطيع ذلك فإنه يبين إذا كان من أهل العلم يبين أن هذا منكر. وإذا كان لا يتمكن من ذلك فإنه يغير بقلبه؛ بمعنى: إنه يكره هذا المنكر ويكره هذا الشخص الذي عمل هذا المنكر. وإذا كان يستطيع التغيير بيده أو يستطيع التغيير بلسانه؛ ولكن قد يترتب على المنكر منكر أعظم أو تفويت مصلحة أعظم من المنكر الذي يريد أن يغيره فإنه لا يفعل ذلك؛ لكن إذا كان تغيير المنكر سيترتب عليه مصلحة محضة أو مصلحة راجحة، أو يترتب عليه تفويت أدنى المصلحتين لجلب أعلاهما، أو ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما؛ فحينئذٍ يكون هذا التغيير مشروعاً. وبالله التوفيق.