Loader
منذ سنتين

ربت ولدها على طاعة الله، وأُدخل مدارس لتحفيظ القرآن وعندما كبر تهاون بالصلاة، وأصبح يستمع للمحرمات، وكره والده لتكرار نصحه، فماذا تفعل؟


  • فتاوى
  • 2022-02-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10917) من المرسلة أ. أ، تقول: لدي ابن في العشرين من عمره ربيته ووالده على طاعة الله، وأُدخل مدارس جيدة في تحفيظ القرآن الكريم وتابعته؛ لكن مع الأسف عندما كبر أصبحت تصرفاته سيئة، تهاون بالصلاة، وأصبح يستمع للمحرمات، ويشاهد القنوات وغير ذلك من الأساليب. وتقول له علاقات عن طريق الإنترنت، ولا يقبل النصح. تكلمنا معه باللين مرة ولكنه بدأ يشعر بالحقد علينا وانعكاسات هذا الأمر أصبح يكره والده جداً ولا يقبل منه، ويخرج إذا كان والده في المنزل، وأخاف إذا ذكرته في بعض الأمور. والآن صابرة عليه وتريد الاستمرار معه حتى لا يصبح جافياً عن والده، فماذا أفعل؟

الجواب:

        هذه المشكلة يوجد لها نظائر في المجتمع. والذي ينبغي في مثل هذه الأمور أن يتنبه كلٌ من الأب ومن الأم ومن الإخوة ومن الأخوات من جهة التعامل فيما بينهم.

        فالرسول ﷺ يقول: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها... » الحديث. لكن هذه الرعاية تحتاج إلى منهج. هذا المنهج هو أن الشخص يسلك مسلك التشجيع للأولاد، ويجتنب مسلك الإحباط؛ لأن بعض الآباء يرسل الكلمة إلى ولده وهي وسيلة من وسائل الإحباط؛ بمعنى: إنه يهزأ به أو يتنقصه بأي حالٍ من الأحوال؛ هذه تكون نكتة في قلب الولد، ويكون لها انعكاس من جهة الذي خاطبه؛ سواءٌ والده أو أمه أو أخاه الأكبر أو أخته التي هي أكبر منه وهكذا، فاستعمال أساليب التشجيع وبناء الثقة في نفس الولد أو البنت هذا هو الذي ينبغي أن يسلك، وتتجنب جميع الأساليب التي من شأنها أن تحدث هبوطاً نفسياً في نفس الابن أو البنت؛ هذا جانب.

        الجانب الآخر هو إغناء الولد؛ بمعنى: تحسس مواضع حاجته المالية؛ لأن بعض الآباء يبخل على ولده، وهذا البخل يجعل الولد يحتاج إلى أشخاص خارج البيت يسدون حاجته المالية وهم لا يسدونها لوجه الله؛ ولكنهم يسدونها من أجل أن تكون وسيلةً للاستيلاء على شخصيته؛ وبالتالي يوجهونه حيث يريدون؛ سواءٌ كانوا توجيههم من الناحية الأخلاقية، أو من الناحية الفكرية، أو من الناحية العقدية؛ إلى غير ذلك من الاتجاهات الفاسدة.

        الجانب الثالث: هو مسألة القرناء. فكثيرٌ من الآباء يهمل ولده لا يسأل عنه من جهة الأشخاص الذين يرتبط بهم. والرسول ﷺ قال: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ». وضرب ﷺ مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء، فضرب مثلاً للجليس الصالح فمثله كمثل بائع المسك؛ « إما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحةً طيبة وإما أن تشتري منه ». والجليس السوء ضرب له مثلاً كنافخ الكير؛ إما أن يحرقك وإما أن تجد منه رائحة كريهة.

        فإذا أخذ الإنسان بهذه الأمور الثلاثة، فإن الولد يقرب من أبيه، ويقرب من أمه، ويقرب من سائر الأسرة؛ هذا من جانب.

        في جانبٍ آخر وهو: أن الإنسان بشر ليس بمعصوم فقد يقع الولد في خطأ؛ لكن بعض الناس عندما يرتكب ولده خطأ ويكون محسناً في كثير من أموره، يجعل هذا الخطأ هو كل شيء! وينسى جميع الأعمال التي يعملها الولد، ويركز على هذا الجانب، وقد يتكلم عليه في بعض المجالس والولد حاضر. أنا غرضي أنه إذا حصل منه مخالفة في أمر من الأمور فعلى الأب أن يعالج هذا الأمر فيما بينه وبين الولد وحتى الأسرة لا تطلع على هذا الشيء الذي فعله الولد، ولا تطلع على العلاج الذي حصل بينه وبين الأب، وبهذا يقوى الاجتماع فيما بين الأم والأب والأولاد. وبالله التوفيق.