Loader
منذ 3 سنوات

حكم حياء المرأة من السؤال عما يعرض لها من أعذار شرعية، مع حاجتها لمعرفة ال حكم الشرعي


  • فتاوى
  • 2021-09-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1659) من المرسلة خ. ع. ن، تقول: تنتاب المرأة أعذارٌ فطرية وتستحي من السؤال عنها، ولا سيما إذا كان هناك أمور دقيقة وتحتاج إلى شيءٍ من التفصيل، كيف تنصحونها والحالة هذه؟

الجواب:

 هذه المسألة التي سألت عنها السائلة هي ظاهرة من ظواهر الأسر وهذا يحتاج إلى بيان؛ لأن السائلة أبهمت وأجملت في سؤالها، وأنا أذكر مثالاً واحداً لما سألت عنه، والمستمع يقيس عليه غيره؛ فالبنت يأتيها الحيض أول مرة ولا تسأل أحداً عن ذلك، ولا تخبر أحداً بذلك، فيأتي عليها فترة من الزمان لا تصوم ولا تصلي، هي لا تعرف الحكم، ولم تخبر أمها، ولم تخبر أحداً بذلك من أجل أن يدلّها على الطريق، ثم بعد ذلك تسأل، فإذا تزوجت وتبيّن لها الحكم فيما بعد تسأل عن الماضي، ولعل من الأسباب التي ينتج عليها تصرف البنت هو التربية في البيت، فبعض الأمهات تعيش في دائرة مغلقة عن أبنائها وبناتها، وهكذا بالنسبة للأخوات بعضهم مع بعض، وكذلك بالنسبة للأب لا يدري ما يدور في البيت؛ لأنه وضع نفسه في دائرةٍ مغلقةٍ عن البنات، فلا يجلس مع أولاده، ولا يتحدث معهم، ولا يضرب لهم شيئاً من الأمثلة التي يحتمل أن يقعوا فيها.

فبالنسبة لهذه البنت بإمكان والدها أن يأتي بقصص ينسجها من خياله، مثلاً يذكر أن امرأة كانت تحيض، وعمرها عشر أو إحدى عشرة سنة، وكانت تسأل -مثلاً- أباها أو أمّها، أو تتصل بأحد من أهل العلم من أجل أن يدلّها على الطريق، وهكذا بالنسبة لمشكلة الاحتلام أيضاً، فالمرأة تحتلم كما يحتلم الرجل، ويمضي عليها فترة من الزمن لا تغتسل وتصلي وهي محتلمة، يعني: لم تغتسل، هي لم تسأل، ومع ذلك ما يحصل مناسبة بينها وبين أمها؛ لأن أمها وضعت نفسها في مكانةٍ من الصعوبة أن تتحدث معها ابنتها.

        وهكذا بالنسبة لأبيها، فالمفروض أن يكون هناك وئامٌ تامٌ بين الأسرة بحيث إنهم يتبادلون فيما بينهم الأحاديث، وأيضاً بالنسبة للأم مع بنتها، مفروضٌ أن الأم تسألها، وتتحقق عنها، وتراقبها مراقبة دقيقة، وهكذا يكون فيه توصيات من الأب للأم، وقد يدخل الأب مع البنت من ناحية السؤال؛ لأنه لا حياء في الدِّين، فالرسول ﷺ جاءته امرأة تسأله: « هل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ جاءت تسأل الرسول ، ومع ذلك قال لها في الجواب: « نعم، إنما النساء شقائق الرجال »[1]؛ يعني: أنها إذا احتلمت، فإنه يجب عليها الغسل.

        والسائلة صادقة فيما قالت، هناك مشاكل كثيرة تدور في أذهان البنات، وكذلك الأولاد في دور المراهقة، فقد سألني بعض الأشخاص يقول: إنه يحتلم وترك الاغتسال لمدة أكثر من ثلاث سنوات، في هذه ثلاث السنوات كان يصلي بدون اغتسال، فمفروض أن يكون هناك وئامٌ بين هذا الولد وبين أبيه، وكذلك بينه وبين أمه وإخوانه الذين هم أكبر منه.

        المهم العائلة يكون بينها ترابط بحيث إن بعضهم يتعاون مع بعضٍ على البر والتقوى، وحينما يشكل الأمر على شاب أو على شابة وخاصة في وقتنا الحاضر، حينما يشكل عليه أمر أو يستحيي من أبيه، والبنت تستحي من أمها، بالإمكان أنه يتصل بمدرّسه ويخبره، والبنت تتصل بمدرّستها، أو تتصل بالمشرفة وتخبرها، أو بمديرة المدرسة وتخبرها، وأيضاً بإمكانهم أن يسألوا عن طريق التلفون؛ لأن -الآن- السؤال صار أمره سهلاً بالنظر إلى سهولة الاتصال. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه أحمد في مسنده(43/264)، رقم(26195)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب في الرجل يجد البلة في منامه(1/61)، رقم(236)، والترمذي في سننه، أبواب الطهارة، باب فيمن يستيقظ فيرى بللاً ولا يذكر احتلاماً (1/189)، رقم (113).