حكم كتابة الأحاديث وتعليقها في المسجد
- فتاوى
- 2021-12-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3354) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز أن نكتب على لوحاتٍ أحاديث لرسول الله ﷺ لنعلّقها في المسجد ليقرأها الذي يدخل المسجد، فيتعلم الأحكام الهامة في الصلاة؛ كالمرور بين يدي المصلين، وتسوية الصفوف، وثواب التهجد، وغير ذلك؟
الجواب:
بعض أئمة المساجد يحصرون وظيفتهم بالصلاة في الجماعة؛ ولكنه لا يقدّم للمصلين شيئاً من الإرشاد لما يتعلق بأمور دينهم، والذي ينبغي أن يكون الشخص إماماً من جهة، ومربياً ومعلماً ومرشداً لجماعة المسجد من جهةٍ أخرى.
فيختار يوماً، أو يومين، أو أكثر من أيام الأسبوع على حسب ظروفه من جهة، وعلى حسب تمكنه من العلم من جهةٍ أخرى.
والأئمة على درجات ؛ فمنهم من يستطيع القراءة -فقط-، وهذا بإمكانه أن يختار بعض الكتب النافعة، ويستعين بالاستشارة ممن له علمٌ ومعرفةٌ بالكتب، يختار كتاباً يقرؤه على الجماعة، بعد صلاة العصر، وقبل صلاة العشاء بقدر خمس دقائق، أو عشر دقائق، ويكون هذا الكتاب مشتملاً على الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، فيقرأ -مثلاً- ما يتعلق بالطهارة من الأحاديث، ويقرأ ما يتعلق بالصلاة من الأحاديث.
ومن الأئمة من يستطيع أن يقرأ في بيته، ويأتي إلى الجماعة ويتحدث معهم فيما قرأه، ويستخلص من هذا الضم درساً يبيّنه للجماعة. فمثلاً يجمع آيات الطهارة من القرآن، ويجمع أحاديث الطهارة من السنة، وينظر فيما كتبه الفقهاء في الطهارة في كتب الفقه، ويستخلص من ذلك جملةً من الدروس يرتبها للجماعة، ويعطيهم درساً بعد صلاة العصر، ودرساً قبل صلاة العشاء، ويكون له -أيضاً- درس في التوحيد.
ومن الأئمة من يكون عنده معلوماتٍ سابقة، ولا مانع من أن يضيف ما لديه من معلوماتٍ سابقةٍ تكون مفيدة، يضع كلّ شيءٍ في محله.
وبالنظر للذين يتولون الخطابة في المساجد، فكثيرٌ منهم يكون موضوع الخطبة بعيداً عن إدراك الحاضرين من جهة، وعن الواقع الذي يعيشونه في مجتمعهم القريب من جهةٍ أخرى. ومفروضٌ أن يكون هذا الخطيب إماماً من جهة، ومربياً لجماعة المسجد الذين يحضرون الجمعة من جهةٍ أخرى، فيتناول من القضايا ما يحتاجون إلى تعلمه، ومن المشاكل القائمة الحاضرة التي يعيشونها، ويتحدثون بها في مجالسهم، ومفروضٌ أنه يبيّن لهم وجه حلّها على ضوء كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ. فإذا كان الشخص إماماً من جهة، ومربياً من جهةٍ أخرى، فإن الناس لن يحتاجوا إلى تعليق أوراق ربما يكون مآلها إلى الإهانة، وتداس بالأقدام إذا سقطت من مكانها، فالتعليم في الحقيقة هو الأمر المهم.
أما التعليق فكما ذكرت قد يؤدي إلى الاستهانة بهذه الأشياء، وقد يؤدي إلى الاكتفاء بما يعلقونه عن التدريس في المسجد. وبالله التوفيق.