حكم حج من حج ثم عمل بعض المحرمات ثم تاب
- الحج والعمرة
- 2021-07-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5346) من المرسلة ض. س من عرعر، تقول: قمت بأداء فريضة الحج في إحدى السنوات. وبعد أن رجعت من الحج قمت بفعل بعض المحرمات ثم تبت ولله الحمد، هل حجي صحيح؟
الجواب:
المعاصي أسباب للعقوبات التي رتبها الله -جلّ وعلا- عليها، سواءٌ أكانت هذه العقوبات دنيوية، أو كانت هذه العقوبات أخروية.
أما علاقة المعاصي بكونها تحبط العمل الذي عمله الإنسان من قبل؛ كشخص يصلي، يصوم، يحج؛ ولكنه يزني مثلاً أو يشرب الخمر فله أجر ما عمله من حسنات، وعليه إثم ما عمله من سيئات؛ ولهذا يقول الله -جل وعلا -: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ"[1]، ويقول -تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا"[2]، ويقول جل وعلا:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[3]ويقول جل وعلا:"وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[4].
فتوضع السيئات في كفة، وتوضع الحسنات في كفة، فمن رجحت سيئاته أدخل النار، ومن رجحت حسناته أدخل الجنة، ومن تساوت حسناته وسيئاته فأمره إلى الله -جلّ وعلا-.
والذي ينبغي أن يتنبه إليه الشخص هو أن يحرص -بقدر استطاعته- أن يحافظ على ما أمره الله به، وأن يحافظ على ترك ما حرم الله عليه؛ ولكن عندما يقع الشخص بإخلالٍ في فعل محرم أو في ترك واجب؛ فإنه يتوب إلى الله
-تعالى- والله سبحانه وتعالى يقبل التوبة. يقول -تعالى-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[5]. وبالله التوفيق.