حكم أمر الآباء أبناءهم بالصلاة، و حكم من أخطأ في نسبة الحديث: « مروا أبناءكم بالصلاة » على أنه آية من القرآن
- الأمر
- 2022-04-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1643) من المرسلة السابقة، تقول: دار حديثٌ بيني وبين جماعة عن فرض الصلاة على الأبناء من قبل الآباء، فاستشهدتُ بحديثٍ نبويٍ شريف: « مروا أبناءكم بالصلاة من سبع » إلى آخر الحديث، وما يقلقني في الموضوع أنني قلت: إن هذه آية قرآنية وليست بحديث، وقال لي أحدهم: إنني افتريت على الله الكذب، هل ما قاله صحيح؟ وما كفارة ذلك؟
الجواب:
أولاً: إن هذه المسألة فرع من فروع قاعدة: هل الأمر بالشيء أمر بذلك الشيء؟ بمعنى: إنك إذا أمرت شخصاً بأمرٍ من الأمور، فهل يكون هذا الأمر بالنسبة لمن تأمره أنت، هل يكون واجباً؟ وعلى هذا الأساس يكون قول الرسول ﷺ: « مروا أبناءكم »، هذا أمرٌ موجّهٌ للآباء ابتداءً؛ بمعنى: إنهم ينقلون هذا لأبنائهم، فهل الأمر بالأمر الشيء أمر بذلك الشيء أم لا؟
فبالنسبة للآباء عليهم أن يأمروا أبناءهم بالصلاة؛ لكننا إذا نظرنا إلى الأدلة الأخرى التي تتعلق بالصبيان؛ وجدنا أن قلم التكليف مرفوعٌ عنهم، ومعنى ذلك أنهم لا يأثمون حينما لا يأتون بالصلاة في الوقت الذي لم يكلفوا به، والرسول ﷺ يقول: « رفع القلم عن ثلاثة، ذكر منهم: الصبي حتى يبلغ ».
والبلوغ له علامات بالنسبة للذكر وبالنسبة للأنثى، فيشتركان في ثلاثة أمور، وتنفرد المرأة بأمر، يشتركان في إنبات الشعر الخشن في القبل، ويشتركان في الاحتلام، وفي بلوغ خمس عشرة سنة؛ وتنفرد المرأة بالحيض، فإذا حاضت فحيضها دليل على بلوغها، فقبل وجود علامة من هذه العلامات للذكر والأنثى لا يكون مكلفاً؛ ولكن على ولي أمره أن يأمره بالصلاة والصيام، وأن يأمره بفعل الخير من أجل أن يتربّى على ذلك، فإذا جاء وقت التكليف يكون قد أعدّ نفسه إعداداً ملاقياً لما كُلف به، وهذا أسلوب من أساليب التربية، ونوعٌ من أنواع التربية الدينية، ويمكنك أن تعبر عنه بأنه تهيئة دينية للشخص قبل وجوب الواجبات عليه؛ يهيئ نفسه بفعلها حتى يأتي وقت الوجوب.
ثانياً: وأما بالنسبة للحديث، بالنسبة للفظ الذي ذكر في السؤال، فهذا حديث للرسول ﷺ، وبالنسبة للمرأة هي قالت ذلك جاهلة، وعليها أن تستغفر الله، وأن تتوب إليه، وفي المستقبل لا تقول شيئاً عن القرآن إلا وهي متأكّدة تماماً. وبالله التوفيق.