الفتوى رقم (12573) من المرسلة هـ. ع. أ. من مصر، تقول: ما حكم الإسلام في رجل يسب زوجته ويشتمها؟ وهل طاعة الزوج على زوجته بلا حدود أم وضع لها الإسلام حداً؟ وهل يجوز أن يجبر الزوج زوجته على أن تعيش مع أخيه وزوجته وأولاده، علماً بأن كل منهما يستطيع الاستقلال وحده في شقة مستقلة؟

الجواب:

إن الله -سبحانه وتعالى- شرع النكاح، وجعل للزوجة حقوقاً، وعليها حقوقاً، وجعل للزوج حقوقاً وجعل عليه حقوقاً، وكل واحد منهما عليه أن يؤدي الحقوق التي عليه وألاّ يستقصي في الحقوق التي له؛ لأن الاستقصاء في مطالبة الحقوق قد يؤدي إلى الفرقة، ولا يجوز لأي واحد منهما أن يؤذي الآخر لا في قول ولا فعل بأي وجه من الوجوه.

وإذا حصل نزاع بين الزوجين بالإمكان الرجوع إلى محكمة البلد التي فيها الزوج والزوجة يرفعان قضية عند القاضي وينظر القاضي فيها حسب الوجه الشرعي؛ وكذلك بالنسبة لسكناه لإلزامه بسكناها مع أخيه؛ هذا يحتاج إلى دراسة الظروف القائمة إذا كانت هي في سكن مستقل، وأخوه وزوجته في سكن مستقل ككون البيت يكون فيه دوران دور لأخيه وعائلته، ودور لهذا الرجل وعائلته، وتكون المرأة فيها شيء من التشدد والتعنت تُريد سكناً مستقلاً من جميع الوجوه؛ لأنه في كثير من المساكن يكون مكوناً من دورين، لكل دور مدخل، وكل واحد يتمتع بسكنه، وليس له علاقة بالآخر، فلا يتأذى أحدهما بالآخر، فالمقصود أن هذه المرأة إذا كان النزاع بينها وبين زوجها من ناحية تعامله معها، أو من ناحية سوء تعامله معها من جهة؛ وكذلك من ناحية إلزامها بالسكنى إذا ما حصل بينهما صلح فبالإمكان الرجوع إلى محكمة البلد في الحالتين. وبالله التوفيق.