Loader
منذ سنتين

حكم الخجل وثقل اللسان أثناء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


  • فتاوى
  • 2021-12-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2854) من المرسلة السابقة، تقول: أعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كلّ مستطيع لذلك، وإنني أحاول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر استطاعتي؛ ولكنني أشعر بثقلٍ في لساني حين الكلام، وأجد حرجاً، وأخجل حينما أتكلم مع غيري في ذلك، فبم تنصحني؟

الجواب:

إن تغيير المنكر يحتاج إلى أن يكون الشخص عالماً بما يأمر به، وعالماً بما ينهى عنه، حكيماً فيما يأمر به، وحكيماً فيما ينهى عنه. وأن يكون مع صاحب المنكر كالطبيب مع المريض؛ لأن صاحب المنكر أصيب بمرضٍ في دينه. فكما أن الإنسان إذا أصيب بمرضٍ في بدنه يحتاج إلى علاج حسي، فكذلك إذا أصيب في دينه يحتاج إلى علاج.

 والشخص الذي يريد أن يغير المنكر بمنزلة الطبيب، فلا بدّ أن يكون عالماً بما يأمر به وما ينهى عنه، وحكيماً فيما يأمر به وينهى عنه، ويكون -أيضاً- رفيقاً فيما يأمر به وينهى عنه.

وبهذه الطريقة يمكن أن يغير المنكر، والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- بيّن أصناف الناس، فقال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيد، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وليس وراء ذلك من الإيمان ولا حبة خردل ». فتارةً يستطيع الإنسان أن يغيّر بيده، وتارةً لا يستطيع أن يغيّر بيده؛ ولكنه يستطيع أن يغيّر بلسانه. وتارةً لا يستطيع أن يغيّر لا بيده ولا بلسانه، فيغيّر بقلبه، والتغيير بالقلب ممكن عند كلّ أحد، وذلك أنك تكره هذا الأمر، وتكره هذا الشخص بسبب فعله لهذا الأمر.

أما الإنسان الذي يغشم الأمور، ولا يعطيها حقها من التفكير والروية، ويكون جاهلاً في الأمور التي يزاولها، فهذا ينبغي له أن يتوقف عن تغيير المنكر؛ لأن تغييره للمنكر سينتج عنه مفسدة أكثر من المصلحة التي يريدها، أو مفسدة مساوية للمصلحة التي يريدها، وإذا ترتب على تغيير المنكر منكرٌ أعظم منه أو مساوٍ له، فلا ينبغي تغييره. وبالله التوفيق.