حكم من يسعى لإرضاء والده ويلاقي صعوبة في ذلك
- فتاوى
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1314) من المرسل م.ع، من الكويت، يقول: والدي كبيرٌ في السن، وليس الكبر وحده الذي يؤدي إلى ضعف العقل، ووالدي ليس له أولاد سواي، أنا الوحيد، وعندي والدتي وأنا وأهلي، وأحياناً يأتي إلينا، ولا يمكث عندنا سوى فترة قصيرة في المنطقة الشرقية، ثم ما يلبث أن يطلب مني إيصاله إلى الطائف، حيث يقيم هناك عشرة، أو خمسة عشر يوماً، ثم يتصل بي طالباً العودة إلينا، ويمكث حوالي أربعة، أو خمسة أيام، ثم يطلب الرجوع إلى الطائف وهكذا، وقد عجزت عن السفر، ومشكلات الطرق، وكثيراً ما يسمع من الناس الذين لا يرشدونه إلى الصالح، يقولون له: ارفع على ولدك شكوى إلى الحكومة؛ لكونه مقصراً بواجباتك، لكن الله يعلم ما أعانيه في سبيل إرضاء هذا الوالد، فما رأيكم، وهل عليّ إثمٌ إذا عصيته في طلبه، وبم تنصحونه؟
الجواب:
أنت ذكرت أن والدك كبير السن، وأنه لا يوجد له من الأولاد سواك، وأنت مقيمٌ في الكويت، وهو مقيمٌ في الطائف، ويطلب منك أن تأتي إلى الطائف من أجل أن تأتي به على الكويت، ويجلس عندك مدة، ثم يرجع وهكذا، والحقيقة أن هذه مشكلة، ولكن حل هذه المشكلة هو يرجع إليك أنت, فإذا كان بالإمكان أن تنقل عملك إلى مقر والدك، وتبقى عنده ما بقى من مدة حياته، وإذا لم تتمكن من الانتقال إلى مقر والدك، يعني ما يمكن أنك تنتقل إلى الطائف، أو إلى مكة، أو إلى المدينة، يعني مكاناً يرتاح فيه والدك، إذا لم تتمكن من هذا، فعليك ببذل الوسائل لإقناعه في أن توفر له كل ما يريد، وأنت تستطيعه، فإذا كان يحتاج إلى زوجة، فأنت تسعى في تزويجه، وإبقائه في الطائف، يعني يتزوج زوجة، وتبقى معه في البيت في الطائف، وتسعى أيضاً في توفير ما يحتاج إليه من المال مما تستطيعه، وإذا لم تتمكن من هذا ولا ذاك، فأنت تسعى إلى إقناعه في أن يقلل المدة، يعني يأتي مثلاً في السنة مرة أو مرتين، أو أنك مثلاً تستخدم مجيئه بالطائرة بدلاً من مجيئك إليه للذهاب به، وإرجاعه أيضاً.
فالحاصل من هذا كله هو أنك تتقي الله ما استطعت فيه، وإذا بذلت ما في وسعك، فلا حرج عليك في ذلك؛ لإن الله جل وعلا قال: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"[1]. وبالله التوفيق.