كيف يتعامل مع الوساوس الذي يصيبه في كل أموره؟
- فتاوى
- 2022-01-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9084) من المرسل أ. ع من مصر، يقول: أنا شاب عازب ارتكب الكثير من الذنوب وبعد هذا أستغفر الله، ثم أرجع بعد ذلك لذات الذنوب ثم أندم واستغفر وهكذا ماذا أفعل؟ وكثيراً ما أتعرض للوساوس في شأن الإسلام والإيمان والصلاة وكل شيء، علماً بأني أعرف بأننا على حق والحمد لله، لكن تأتيني هذه الوساوس التي تصيبني بالشك في الدين والإيمان ولا حول ولا قوة إلا بالله؟
الجواب:
بالنسب لما يحصل عندك من الوساوس في شيءٍ من أمور الدين فهذا من نزغات الشيطان، وعندما يحصل معك شيء من ذلك فأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وكلما أكثرت من الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومن ذكر الله -جل وعلا-، فإن الشيطان يبتعد عنك كما قال تعالى {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}[1] هو لا يخنس إلا عندما يكثر الإنسان الذكر والدعاء والاستغفار وما إلى ذلك.
أما بالنظر إلى الذنوب التي عملتها فإن الله -سبحانه وتعالى- قال في محكم كتابه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[2]، فعليك التوبة والاستغفار من جميع الذنوب التي عملتها، ولا يحصل عندك يأسٌ أو قنوط، فقد قال -جل وعلا- في سورة الأنفال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}[3] فهذه دعوة للكفار إلى التوبة من الكفر، وما دون الكفر من باب أولى من ناحية التوبة؛ لكن فيه ملاحظة بالنظر بأنك تتوب توبةً كاذبة، تستغفر، ولكنك عازمٌ على إتيان هذا المنكر، ولا يجوز للإنسان أن يتوب توبة متلاعب؛ لأن هذا يكون فيه تلاعب مع الله -جل وعلا-، فإذا تبت فتتوب توبةً صادقة؛ تندم على الفعل، وتعزم على ألا تعود إليه، وتقلع منه، هذا في حقوق الله وفي حقوق الخلق، ويزيد حق المخلوق أنه إذا كان مالاً فإنك تعيده لصاحبه، وإذا كان في عرض فإنك تستبيح صاحبه، وبالله التوفيق.