حكم من يحلل ما حرم الله، ويقول: إن الصحابة غير عدول
- الكمال
- 2021-12-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4710) من المرسل م. ح من السودان - بور سودان، يقول: ما حكم الرجل الذي يحلل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله، ويقول: إن الصحابة غير عدول، ويستهزئ بالقرآن الكريم وبكتب الفقه، ويقول إنها كتب قديمة لا تناسب هذا العصر! فضيلة الشيخ وجهونا حول هذا النوع من الناس.
الجواب:
يقول الله جل وعلا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[1] فدينٌ وصفه الله بالكمال ورضيه للناس ديناً إلى أن تقوم الساعة، لا شك أنه مشتملٌ على مصالح الناس في الدنيا، ومصالح الناس في الآخرة.
ففيه بيان طريق الهدى والثمرات التي يجنيها من سلك هذا الطريق في الدنيا والآخرة، وفيه بيان طريق الضلال والثمرات التي يجنيها من سلك هذا الطريق في الدنيا وفي الآخرة.
وأرسل الله محمد ﷺ وأعطاه السنة، والقرآن يبين بعضه بعضاً، والسنة تبين بعضها بعضاً، والسنة مبينةٌ للقرآن، وقد يكون في القرآن ما هو بيان للسنة؛ لأن هذا لا يعرفه إلا المتخصصين في هذا العلم، والتوحيد والفقه مأخوذان من أدلة القرآن ومن أدلة السنة، والكتب التي ألفها العُلماء القدماء المعتبرون بالعقيدة وبالشريعة، أخذوها من القرآن ومن السنة على حسب القواعد المعتبرة، وذلك باستخدام المفاتيح العلمية للاستنباط واعتبار الأدلة، فعلم اللغة سواءٌ كان هذا العلم من جهة المفردات أو من جهة الترتيب النحوي، أو التركيب البلاغي هذا مفتاحٌ مشترك بين القرآن وبين السنة، وعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وأصول الفقه هذه مفاتيح، كل مفتاحٍ يستخدم في محله من القرآن ومن السنة، فهذه الكتب التي دونّها أهل العلم الذين استنبطوا من القرآن ومن السنة العقيدة والشريعة استنبطوها على حسب قواعد العلم، والشخص إذا كان فاقداً لهذه الصفات يكون جاهلاً، وإذا كان غير جاهل إذا كان معانداً ففي الإمكان أن يبين لكل واحد منهما ما تقوم الحجة عليه، وبعدما تقوم الحجة عليه إما أن ينقاد إلى طريق الحق، وإما أن يحيد عنه، وعندما يحيد عنه ويكون عمله أو يكون قوله مشتملاً على ناقضٍ من نواقض الإسلام، كقوله: إن هذا الدين لا يصلح لهذا العصر، أو يستهزئ بالقرآن أو يستهزئ بالسنة، فإنه يكون خارجاً عن دين الإسلام؛ لأنه فاقدٌ للإيمان بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ.
وعلى من أصيب بهذا المرض أن يعيد التفكير، وأن يعود إلى رشده، وأن يستغفر الله ويتوب إليه، فالله -سبحانه وتعالى- هو الغنيُ الحميد، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وعلى هذا الشخص أن يخشى أن يدركه الموت وهو على هذه الحالة فيكون مرتداً، والله جل وعلا يقول: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[2]. وبالله التوفيق.