Loader
منذ سنتين

أبوها لا يصلي، ويؤذيها بالكلام وتدعو: أن الله يكفيها شره ويباعد بينها وبينه، هل هذا من العقوق؟


  • فتاوى
  • 2022-01-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8264) من المرسلة السابقة، تقول: أبي هداه الله شديد الكره لي وهو لا يصلي، وكثيرا ما يؤذيني بالكلام والسب، والحمد لله أنجو منه عندما أدعو بهذا الدعاء: اللهم اكفني شر أبي، اللهم إني أعوذ بك من شر أبي، وقني شره. وأنا لا أسبه ولا أدعو عليه، بل أتعوذ من شره، وبعض الأحيان أدعو بهذا الدعاء: اللهم باعد بيني وبين أبي كما باعدت بين المشرق والمغرب، فما حكم دعائي هذا، وهل هذا يعد من العقوق، وما هو الصواب تجاه تعاملي مع والدي أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        بعض الناس حينما يتكلم في أمرٍ بينه وبين شخص، يتكلم فيما يأتيه من ذلك الشخص، ولكنه لا يتكلم فيما يصدر منه إلى ذلك الشخص، هذا من جهة، ولا يتكلم عن الأسباب التي جعلت ذلك الشخص يتكلم بكلامٍ بذيء مثلا.

        وهذا عامٌ بين أفراد الأسرة من جهة وبين الفرد وأفراد المجتمع، ولهذا يقول الرسول ﷺ: « لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجالٌ دماء قومٍ وأموالهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ».

        فهذه السائلة ذكرت ما يقع من أبيها، ولكنها لم تذكر السبب، ولم تذكر ما يحصل منها، فقد يكون منها أذى وإساءة أدب وخروجٌ عن الطريق المستقيم، ويكون والدها يعمل معها هذا العمل، أو يقول لها هذه الأقوال من باب التربية لها.

        لكن إذا فُرض أن الأب متعدٍ على ابنته، ويكون تعديه هذا بطريق الظلم، فلا شك أن موقفها هو الموقف الشرعي، وهي تسأل الله -جل وعلا- أن يكف شره؛ لأنه ظالم لها، هذا إذا كان الأمر كما ذكرت، ولم يكن منها سببٌ يوجب ذلك، ولم يقع منها كلامٌ أيضا؛ لأنها ما ذكرت أنها آذته، وعليها أن تعامله بالمعاملة الحسنة، وتصبر وتحتسب، وبالله التوفيق.