Loader
منذ 3 سنوات

الطريقة المثلى للتخلص من المشاكل العائلية بين الأزواج وبين المرأة وأهل زوجها، وبين البنات وأهلهم


  • فتاوى
  • 2021-08-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7538) من المرسلة السابقة، تقول: وجهونا إلى الطريقة المثلى للتخلص من المشاكل العائلية التي اجتاحت الكثير من المنازل بين الأزواج وبين المرأة وأهل زوجها، وبين البنات وأهلهم، والمشاكل في ازدياد.

الجواب:

        الاجتماعات البشرية كاجتماع الزوجين في الحياة البشرية، واجتماع الواحد مع أمه وأبيه، مع إخوانه وأخواته، واجتماع المرأة مع أهلها، مع إخوانها، مع أخواتها؛ وكذلك الاجتماعات الأخرى كالاجتماع في مدارس التعليم إلى غير ذلك من أوصاف الاجتماعات، لا بدّ من وجود بعض المشاكل، لكن هذه المشاكل منها ما يتعلق بحق الله -جل وعلا-، فإذا كان الأمر يتعلق بحق الله -جل وعلا- فلا يجوز للإنسان أن يقر شيئاً منكراً من ذلك، وأن يتنازل عنه على حساب تفويت حق الله -جل وعلا- وإرضاء المخلوق، فإن من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه النّاس، فمن الناس من يتلمس ما يرضي الناس وإن أغضب الله وهذا لا يجوز، ومن الناس من يتلمس ما يرضي الله وإن غضب عليه الناس وهذا هو الواجب عليه شرعاً.

        أما المشاكل العادية التي تحصل فهذه ينبغي للإنسان أن يتحملها؛ هذا من جهة.

        ومن جهةٍ ثانية ينبغي البحث عن أسباب هذه المشاكل والسعي إلى حلها، ولا ينبغي السعي في تطويرها، فإن الله سبحانه وتعالى قال:"وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"[1]، وقد سُئل الإمام أحمد -رحمه الله- سأله سائلٌ قال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسء إليهم"، فهذه أربعة أمور:

        الأمر الأول: أن تكون محسناً إلى الناس، ولا يكون هذا الإحسان منك على سبيل المقايضة؛ بمعنى: إنك تنتظر إحساناً منهم، وإنما تحسن إليهم لوجه الله -جل وعلا-، وهكذا بالنظر للأمر الثالث وهو: أنك لا تسيء إلى الناس، لا في سمعك، ولا في بصرك، ولا في قولك؛ وأيضاً لا تضمر سوءاً لبشر، وهكذا بالنظر لا تسيء إلى الناس حتى في يدك أو قدمك أو في بدنك؛ يعني: تعاون على الإثم والعدوان، وعندما يُساء إليك تحمل هذه الإساءة لوجه الله -جل وعلا-، فأنت تترك الإساءة لوجه الله وتتحمل الإساءة لوجه الله -جل وعلا-، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه »، فأنت إذا تركت المطالبة أو المعاقبة لمن أساء إليك، وهذه الإساءة حقٌ لك؛ أما في حق الله فلا يجوز لبشرٍ أن يتنازل عن أمرٍ كما سبق، لا يجوز له أن يتنازل عن أمرٍ هو حقٌ لله -جل وعلا-. وإذا عملت بمدلول الآية السابقة وعملت بوصية الإمام أحمد فإن الشخص يسير في هذه الحياة مع غيره على طريقٍ سليم. وبالله التوفيق.



[1] الآية (43) من سورة الشورى.