Loader
منذ سنتين

يمنعها زوجها من الاتصال بابنهما لمشاكل بينهما هل يجوز أن تتصل للاطمئنان عليه دون علم زوجها؟


الفتوى رقم (9958) من المرسلة السابقة، تقول: امرأة ٌ يمنعها زوجها من الاتصال بابنها الذي هو ابنه أيضاً بسبب مشاكل وخلاف شخصي بينه وبين أبيه، هل يجوز لها أن تتصل للاطمئنان عليه دون علم زوجها؟

الجواب:

        مما يؤسف له أن يجهل الأب أو يتجاهل أو يتساهل كلٌ من الأب والأم من ناحية كيفية العلاقة مع الولد سواءٌ كان ذكراً أو كان أنثى؛ ذلك أن بعض الناس يستخدم في معاملته مع أولاده أساليب بناء الشخصية، وسواء كانت هذه الأساليب قولية، أو كانت فعلية، أو كانت كفّاً. أنا ذكرت الكف وإن كان داخل في الأمور الفعلية؛ لكني أخشى أن بعض المستمعين لا يدرك دخوله في عموم الأفعال، فيستخدم الأساليب التي تبني شخصية الولد، وعندما يحصل عند الولد شيء من الأمور السلبية فإنه يجعل هذا الولد مريضاً، ويجعل نفسه طبيباً، ويعالجه بأخف ما يمكن من الدواء الذي ينفع. وبعض الآباء والأمهات يستخدم أساليب هدم الشخصية؛ بمعنى: إنه إذا رأى من الولد عملاً طيباً استقله واستخف به، وإذا رآه على أمرٍ غير محمود أقام الدنيا وأقعدها وفضحه بين إخوانه وبين أقاربه، وقد يفضحه عند بعض الناس الذين يأتون عنده في البيت، فلو جاء عنده في المجلس قال: ولدي هذا يفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا! فيستخدم أساليب تربية هدم شخصية الشخص.

        وأنا أذكر أمثلة منها أن شخصاً حصل خلاف بينه وبين أبيه واشتد الخلاف، فالولد أراد أن يحل الموضوع، فقام ليخرج من البيت فقال له والده: اللهم لا ترجعه!فلما خرج من البيت ضربته سيارة ومات في لحظته.

        حقيقة أن مسألة التربية لها أهمية كبيرة، ويجب على كلٍ من الوالد والوالدة وكذلك الإخوة كما قال ﷺ: « حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده ».

        فيجب التعاون بين الجميع فعندما يعمل الشخص عملاً طيباً يحمد عليه، وعندما يعثر ويحصل عنده شيء من الخطأ يعالج هذا الخطأ؛ وذلك من أجل بناء شخصيته بناءً سليماً، وعدم إيجاد عقد نفسية تكرهه للأب أو للأم، أو تكرهه لأخيه أو أخته، أو تكرهه للبيت، ثم بعد ذلك يخرج ويقترن بقرناء السوء، ثم بعد ذلك يخسر نفسه، وتخسره أسرته، ويخسره المجتمع. وبالله التوفيق.