الفتوى رقم (6418) من المرسلة السابقة، تقول: أنا فتاة أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، وأنا محافظة على طاعة الله والحمد لله غير أن أهلي يقولون لي: إنك صغيرة ولا حاجة للأمور التي تفعلينها وعندما تبلغين الأربعين أكثري من العبادة: صومي شهر رمضان، وصلي الخمس ويكفي، وأنا أصوم الخميس والإثنين، وثلاثة أيام من كلّ شهر، وأذكر الله حوالي ألفي مرة في اليوم، هل قولهم هذا له وجه؟ وهل ما يقولونه صحيح؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        هذه الفتاة تحمد ربها وتشكره على هذا التوفيق، وتستمر على فعل ما ذكرته من الطاعات، وإن تمكنت من الزيادة وبخاصة تلاوة القرآن وكذلك التطوع؛ سواء كان هذا التطوع في الليل، أو كان في النهار، ولا تلتف إلى ما يقوله أهلها؛ لأن الآجال بيد الله -جل وعلا- ولا يدري الإنسان عن مقدار المدة التي يعيشها، فقد قال -تعالى-: "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا"[1].

        ومن المعلوم أن عُمر الإنسان على وجه الحقيقة هو ما أنفقه في الخير. وعليها أن تنصح أهلها بأن يعملوا مثل عملها أو يزيدوا عليه؛ وكذلك الفتيات اللاتي ترتبطن بهذه الفتاة عليها أن تنصحهن وأن ترشدهن إلى فعل الخير. وبالله التوفيق.